​​​

شعر :سلطان الحسين

 

 

أمجنونَ ليلى لو عرفتَ صَبابتي

أدركتَ معنى العاشقينَ جَمَالا

ليلاكَ لم تعزِفْ لُحونَ ربابتي

وسقتكَ من كأسِ الهوى إذلالا

غنِّيتَ يا طِبَّ العليلِ مُدامتي

أفنيتَ دهركَ في الغرامِ وبالا

ناديتَ ليلى العُمرِ يا رَيحانتي

وغرِقتَ في بحرٍ يموجُ ضَلالا

أما أنا ليلايَ سِرُّ كرامتي

وقفَ الزمانُ لحُسنها إجلالا

تِسعون عاماً لم تزل محبوتي

بدراً تجلى في السماءِ كمالا

لا زال مبسمُها ضياءَ نضارتي

وقوامُها فاقَ البيانَ خيالا

وإذا خطَت فعلى السحابِ غزالتي

بالمسكِ يُمطِرُ حبُها الأجيالَ

عيناكِ يا ليلايَ سِحرُ هدايتي

ويداكِ ترسمُ في الفؤادِ دلالا

ورِضاكِ أنفاسُ الكرامِ وغايتي

تقبيـلُ وجـهٍ بالبهـاء تلالا

وأرى الجمالَ اليوسُفِيَّ بِدانتِي

فأخافُ تقطيعَ اليدينِ جلالا

أقسمتُ باللهِ العظيمِ حبيبتي

أرضُ السعودِ لها أتوقُ وِصالا

سلمانُها نبضُ القلوبِ قصيدتي

مَلِكٌ يُقاسِمُ شعبَهَ الآمالَ

يا مُعجزاً حرفي وفخرَ عِبارتي

يا سيداً أفنى الحياةَ نِضالا

تفديكَ كُلُّ الكائناتِ ومُقلتي

وجوارحي لو قُطِّعت أوصالا

فَلأنتَ تاريخُ الإباءِ سحابتي

إن أجدبتْ روحي فقطرك سالَ

دامت بعزكِ يا مليكُ مليكتي

وسمت على كل البقاعِ كمالا

أمجنونَ ليلى إنها معشوقتي

أرضي دياري ما عشِقتُ خيالا