بقلم: سلطان بن مناع العمري
الأسرة هي النظام الإنساني الأول، حيث تتكون بدايتها من مجتمع صغير، ثم تتطور وتتسع تدريجياً داخل المجتمع.
والأسرة جماعة من الأفراد يتفاعلون بعضهم مع بعض فينشئ فيهم هذا التفاعل ثقافات، ويغرس فيهم العادات والتقاليد والمهارات والقيم الأخلاقية.
وظيفة الأسرة ليست تربية الأبناء وإعدادهم للقيام بدورهم في الحياة فقط، بل هي جماعة تزود جميع أعضائها بكثير من المفاهيم الأساسية بما فيها توفير مسالك الحب بين الزوجين، وبين الآباء بعضهم بعضاً، وكذلك بين الأطفال أنفسهم فيما بينهم. فكل هذه المشاعر الودية لها أهمية كبرى في إيجاد جو مفعم بالحب يشعر فيه الأطفال عادة بالأمن الأسري.
لكن هناك بعض المواقف تحدث في حياة الأسرة تعكر صفوها، وقد تحدث أنواع من الصراعات الحادة والخلافات بين الأشخاص بعضهم بعضاً، وتظهر مشكلات بين الزوجين، وكذلك متابعة الأبناء المراهقين، واختيار الأصدقاء، والسهر خارج المنزل.
عموماً فإن الأسرة هي صورة التجمع الإنساني الأول، وهي جماعة أولية، بمعنى أنها أساس الإنجاب والتطبيع الاجتماعي للجيل المقبل، وهي كذلك الأصل الأول لعادات التعاون والتنافس التي ترتبط بإشباع الحاجات إلی جانب الحب والأمن.
فعندما نبحث عن مجتمع مثالي قائم على أسس قوية، ومجتمع متماسك، لا بد أن تكون الأسرة هي النواة الأولى ونقطة الانطلاق، حتى تقوم الأسرة بدورها وتسعى إلى أن تدمر مستعمرات العقبات والمشكلات التي تقف عائقاً أمام تعايش الأسر في جو قائم على المودة والإخاء.
فإذا ما أدت الأسرة دورها المنوط بها، فلا شك أن المحصلة النهائية هي الحصول على مجتمع متطور يسير وفق نظام مميز، يتعامل مع أعضائها بأسلوب راق، ويشعر الجميع بأنهم يعيشون جواً هادئاً ويسيرون بخطى ثابتة ما يسهل عليهم تحقيق آمالهم وطموحاتهم بكل طمأنينة وسرور.