​​

دفواز بن عبدالعزيز اللعبون

 

بِلادي لها في العالَمِينَ مَقامُ

ومَجدٌ على هامِ النجومِ يُقامُ

وتاريخُها الأسنَى بُطولاتُ أُمَّةٍ

تسامَتْ بها مِصْرٌ وأَزْهَرَ شامُ

بِأَيِّ حُرُوفِ الشِّعْرِ أَكتُبُ دهشتي

وبعضُ غَرامِ العاشقِينَ سَقامُ

وَعَنْكِ وَمِنْكِ الفَخْرُ يَرْوِي فَخَارَهُ

وليس لهُ إلا إليكِ مَرامُ

أُحِبُّ بلادي.. مَنْ يُحِبَّ بِلادَهُ

نبيلٌ ومَن يَعتَبْ عليهِ لئامُ

بها قِبْلَةُ الدنيا وقَبرُ نبيِّنا

ولولاهما عَمَّ الجهاتِ ظلامُ

بها منبرُ الفُصحَى ومِيلادُ شِعْرِها

وحَسبُكَ هذا المجدُ حين يُرامُ

بها سادةُ التاريخِ من عهدِ آدمٍ

وكلُّ بلادي سَادَةٌ وكِرَامُ

بها مَطْلَعُ البُشْرَى وآلُ سُعُودِها

وعِزٌّ بعيدُ الغَوْرِ ليسَ يُضامُ

لها في عيونِ الناسِ أجملُ صورةٍ

وفي كلِّ قلبٍ لوعةٌ وهُيامُ

سأكتُبُ فيها أحرفاً غزليّةً

وأشدو لها حتى يَغارَ حَمَامُ

وإن لامني في طاهرِ الحُبِّ حاسدٌ

فلا قَرَّ طَرْفٌ منهُ ليس يَنامُ

بلادٌ حباها اللهُ سابِغَ فضلِهِ

وفي كفِّها لِلْمَكْرُماتِ زِمامُ

بَنَتْها أيادٍ كَلَّلَ اللهُ سَعْيَها

وها هي بدرٌ في السماءِ تَمامُ

على أرضِها تسمو الصُّرُوحُ مُنِيفةً

كَأَنَّ عَفَارِيتاً بذلكَ قَامُوا!

قَلِيلٌ مِنَ الأَعوَامِ مَرَّ كَأَنَّما

يُصَوِّرُ لي الحُلْمَ السَّرِيعَ مَنَامُ!

فصَارَتْ فَنَارَ الأرضِ يُغْرِي ضِيَاؤها

حيارَى لهمْ في الطيِّبِينَ غَرامُ

يَرُومُونَها داراً وأَيَّةُ بُقْعَةٍ

تُعِزُّ عَلَيْها مَعْرَكٌ وزِحَامُ

فدومي لنا يا مَنْبِتَ العِزِّ نَخْلَةً

لنا منكِ ظِلٌّ وارفٌ وطَعامُ

ودامَ لنا سَيْفاكِ أمناً وهَيْبَةً

ولا دامَ للعادي عليكِ دَوامُ