بقلم: شافي بن سالم آل شافي
أمير الفوج (46) بوزارة الحرس الوطني
لا شك أن الجهود الجبارة التي يبذلها سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع هي مثار إعجاب الجميع داخل الوطن وخارجه، كيف لا وسموه الكريم يشع بالأمل وينثر مشاعر الفخر والاعتزاز في نفوس المواطنين بوطن عظيم، حباه الله -عز وجل- نعماً كثيرة، واختصه ليكون منبع الرسالة وقبلة الإسلام ومأرز الإيمان، فالعيون في الشرق والغرب والشمال والجنوب تتجه إلى إنجازات سمو الأمير محمد بن سلمان صباحاً ومساء بالإكبار والتعظيم والاحترام.
فبين الفينة والأخرى يرى الجميع إنجازات عملاقة يجري إنشاؤها على الأرض ومشروعات غير مسبوقة تدعو إلى الفرح الممزوج بالانبهار وتضع أقدام المملكة في الصف الأول من دول العالم المتحضر.
تلك الإنجازات والمشروعات التي تضخ فيها أموال طائلة ما هي إلا تجسيد للطموح غير المحدود لولي العهد -حفظه الله- وعزيمة الشباب التي لا تلين، والحماس والإصرار المدهش على تحقيق رؤية المملكة 2030 التي جعلت البلاد أشبه بخلية نحل، أو ورشة عمل لا تكل ولا تمل من أجل صناعة المستقبل المنشود وتوفير أسباب الرفاه أو المستوى العالي من الريادة للأجيال الجديدة من السعوديين.
ولأجل تنمية أكثر استدامة، جاءت مبادرة «السعودية الخضراء» وهي أحدث ما أعلن عنه ولي العهد، -حفظه الله- لزراعة 10 مليارات شجرة، بغية تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة ومواجهة الاحتباس الحراري الذي تسبب في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار واتساع رقعة التصحر وزيادة موجات الغبار وتلوث الهواء، وكلها تحديات بيئية خطيرة تستنزف أكثر من 13 مليار دولار كل سنة، وقلصت متوسط عمر الإنسان بمعدل سنة ونصف السنة.
أيضاً أعلن سموه عن مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» لزراعة 40 مليار شجرة بالتعاون مع دول الخليج والدول الشقيقة، فيما يعد أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
هاتان المبادرتان تأتيان استمراراً لجهود المملكة في تعزيز الصحة العامة وتوفير الحياة المريحة للمواطنين والمقيمين، بعد أن أعادت هيكلة شاملة لقطاع البيئة، وتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي عام 2019م، ورفع نسبة تغطية المحميات الطبيعية من %4 إلى ما يزيد على %14 وزيادة الغطاء النباتي بنسبة %40 خلال الأعوام الأربعة الماضية.
كما أطلق سموه -حفظه الله- مشروع «ذا لاين» في مدينة نيوم، وهو نموذج لما يمكن أن تكون عليه المدن الحضرية، التي تكفل التوازن للعيش مع الطبيعة، وتساهم في التنويع الاقتصادي بتوفير 380 ألف فرصة عمل، وإضافة 180 مليار ريال إلى الناتج المحلى الإجمالي بحلول عام 2030م.
ويضم المشروع مجتمعات معززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد مئة وسبعين كيلومتراً تضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخلو من المركبات والازدحام.
أيضاً أطلق ولي العهد أحد أكثر مشروعات السياحة المتجددة طموحاً في العالم المتمثل في الرؤية التصميمية «كورال بلوم»، للجزيرة الرئيسة بمشروع البحر الأحمر على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع، ويضم أرخبيلاً يحوي أكثر من «90» جزيرة، تتماهى مع البيئة الطبيعية البكر، وتحافظ على أشجار المانغروف والموائل الأخرى لتكون خطوط دفاع ضد عوامل الانجراف والتعرية.
وأطلق سموه شركة السودة للتطوير في منطقة عسير باستثمارات متوقعة تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال، لجذب مليوني زائر للمنطقة جنوبي السعودية طوال العام بحلول 2030.
كما سبق وأطلق سموه برنامج «صنع في السعودية» لرفع عدد المصانع في المملكة إلى نحو 10 آلاف منشأة صناعية، بحجم استثمارات يقدر بـ 1,115 تريليون ريال، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية لأبناء الوطن في المصانع المحلية، ما يدعم المنتجات والخدمات الوطنية.
وجنباً إلى جنب المشروعات الاقتصادية والبيئية عمل ولي العهد على إصلاح البيئة التشريعية، وتطويرها باستحداث الأنظمة وإصلاحها التي ترّسخ مبادئ العدالة والشفافية وحماية حقوق الإنسان، وتحقّق التنمية الشاملة، وتعزز تنافسية المملكة عالمياً. وتشمل أربعة مشروعات قوانين هي: مشروع «نظام الأحوال الشخصية» و«نظام المعاملات المدنية» و«النظام الجزائي للعقوبات التعزيرية» و«نظام الإثبات».
حفظ الله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووفقه لما فيه خير البلاد والعباد.