أربعة أعوام من التطوير والإصلاح

​بقلم : اللواء الركنمنصور بن عبدالعزيز العيسى رئيس الجهاز العسكري المكلف

تمثل الذكرى الرابعة لمبايعة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولياً للعهد مناسبة عزيزة وغالية؛ لما يحظى به سموه من مكانة رفيعة ومنزلة عالية لدى أبناء الشعب السعودي الوفي، فهذه أربعة أعوام من التطوير والإصلاح مرت على بلادنا، سار خلالها الأمير محمد بن سلمان -أيده الله-بتوجيهات كريمة من قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ورعاه، بخطى ثابتة لقيادة المملكة والوصول بها إلى مصاف الدول الكبرى.

إن متابع الشأن الدولي يدرك تمام الإدراك النظرة الثاقبة لسمو ولي العهد لتخطي ما يعيشه العالم من أزمات سياسية واقتصادية ليصل ببلادنا إلى بر الأمان.

تجلّى ذلك في قيادتها الحكيمة لرئاسة مجموعة العشرين التي ستبقى خالدة لاتخاذها إجراءات فورية للتخفيف من تأثير جائحة كورونا، وحماية حياة الناس وسبل معيشتهم والحفاظ على كوكب الأرض وحمايته وتسخير إمكانات الابتكار لتشكيل آفاف جديدة.

كما كان لدور سموه الفعال في استمرار المملكة ودول التحالف في دعمها الشعب اليمني وحكومته الشرعية، من خلال إطلاق مبادرة المملكة العربية السعودية للسلام في اليمن، والتزامها دورها الإنساني في التخفيف من معاناة الشعب اليمني، ودعم كل جهود السلام والأمن والاستقرار، والانتقال إلى مرحلة جديدة للتنمية وتحسين معيشة الشعب اليمني.

كما كان لسمو ولي العهد -حفظه الله- إباّن ترؤسة لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدور البارز لتكون قمة العلا جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، وترجمة واضحة لتطلعات خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا.

كما أسهمت جهود الأمير محمد بن سلمان ودعمه في الحفاظ على الاستقرار في المحيط العربي وتفعيل دوره لمزيد من الاستقرار والنهوض بالتنمية الشاملة.

كان لإيمان سموه بأهمية التنمية في بلادنا من خلال الحراك الحيوي الفعال وتنفيذ مستهدفات رؤية 2030 وتحقيق مبادرتها المختلفة، من خلال الإعلان والبدء والتدشين لمشروعات عملاقة وبرامج نوعية وجبارة كان من شأنها لفت أنظار العالم، سواء في قطاع الصناعات العسكرية والقطاعات المساهمة في هذه المسيرة الواعدة، وبما يسهم في دعم الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق مستهدفات التوطين في هذا القطاع من خلال إطلاق برنامج «صنع في السعودية»، في مبادرة تهدف لدعم المنتجات والخدمات الوطنية على المستويين المحلي والعالمي، أو من خلال إطلاقه -حفظه الله- لمبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتان تؤكدان دور بلادنا الغالية الريادي في حماية الأرض والطبيعة من التحديات التي تهدد المنطقة والعالم، ووضعها على خريطة طريق ذات معالم واضحة وطموحه، وبما يضمن جودة الحياة للإنسان، أو من خلال إطلاقه النموذج المعيشي الذي يجب أن تكون عليه المجتمعات الحضرية في المستقبل في مشروع «ذا لاين» في نيوم، ليكون مخططاً كفيلاً بإيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة.

كما كان لتدشين سموه -أيده الله- حقبة جديدة أكثر قوة من حيث التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، بالإعلان عن برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص «شريك» ليكون رافداً مهماً لدعم الشركات المحلية، وتمكينها وصولاًًً إلى حجم استثمارات محلية تصل إلى خمسة تريليونات ريال بنهاية عام 2030.

وتستمر عجلة التنمية بإعلان تدشين مشروع محطة سكاكا للطاقة الشمسية وتوقيع اتفاقيات شراء الطاقة الـ (7) مشروعات جديدة، لتستمر بلادنا مستفيدة، من موارد الطاقة المتجددة ما يجعلها علامات فارقة في مسيرة قطاع الطاقة، وتأكيد مستوى التزامها البيئي وتعزيزه بخفض مستوى الانبعاثات المسببة الاحتباس الحراري، لتحقيق الأهداف المتعلقة بالتغير المناخي.

وحقيق علينا أن نرفع أكف الدعاء حمداً لله على ما هيأ لهذه الدولة المباركة من قيادة رشيدة متمثلة في سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أدام الله عزه- وسمو ولي عهده سيدي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مقدرين ما يقومون به لرفعة بلادنا في المستويات كافة، داعياً المولى -عز وجل- أن يوفقهم لما فيه من خير للبلاد والعباد، وأن يديم على وطننا أمنه واستقراره ورخاءه.

 
 

وشاهد الأمير عبدالله بن بندر والحضور عرضًا مرئيًّا تعريفيًّا عن صرح الجامعة، وأعداد الخريجين لهذه الدفعة البالغة 794 طالبًا. بعد ذلك ألقى مدير الجامعة الدكتور بندر القناوي كلمة بهذه المناسبة، ثمَّن فيها رعاية وزير الحرس الوطني التي تأتي دعمًا لمسيرة الجامعة الأكاديمية والعلمية والبحثية، ودافعًا للاستمرار في تحقيق النجاحات.

وأضاف بأن مشاركة وزير الحرس الوطني الخريجين فرحة النجاح والتخرج تؤكد حرصه على دعم وتشجيع الطلاب؛ لما بذلوه من جهد في التحصيل الأكاديمي والعلمي والتدريب الإكلينيكي، ومشاركتهم أيضًا فرحة التطلع إلى خدمة الوطن والمواطن بثقة وتفانٍ وإخلاص.

وأكد أن خريجي الجامعة اكتسبوا مهارات، سيسهمون بها في دعم وتطوير النظام الصحي في السعودية، وتطوير خدمة الرعاية الصحية، كما استفادوا من البيئة الإكلينيكية في تطوير أدائهم وإمكاناتهم على أكمل وجه.