إطلالة على منجزات الأربعة الأعوام..محمد بن سلمان وبيعة الخير والتحولات

​​​

تقرير خاص:

منذ أربعة أعوام وفي السادس والعشرين من رمضان (21 يونيو 2017م) كان للسعوديين موعد مع الإنجاز والتطور وفاتحة التغيير، وذلك عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكيًا بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وخلال هذه المدة الوجيزة شهدت المملكة سلسلة من التحولات المتسارعة والمتطورة التي قادها الأمير الشاب والتي أثرت إيجاباً في كل مواطن ومواطنة، تغييرات شملت مختلف المجالات وهدفت إلى إجراء إصلاحات شاملة.

 

 

لقد أثبتت الأعوام الأربعة الماضية أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع له رؤية تطويرية وحنكة عصرية أسهمت في قيام عدد من الإصلاحات التي اختصرت الزمن وحققت عدداً من الإنجازات خلال مدة وجيزة وضعت المملكة العربية السعودية بين دول العالم المتقدم وفي قلب السياسة الدولية، بتوفيق المولى -عز وجل- أولاً ثم بالدعم الكبير والتوجيهات السديدة التي حظي بها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للمسير نحو المستقبل المشرق الذي رسمته الرؤية الحكيمة لسمو ولي العهد، وهي رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى التطوير والتغيير والشفافية في جميع المجالات».

هي رؤية حكيمة تقوم على التنوع في مصادر الدخل، ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني وتنوع مداخيله، وتعزيز كيانه لمواجهة التقلبات الاقتصادية، والتحديات الإقليمية، والتحولات السياسية، وتفعيل دور المواطن وإعطاء دور للمرأة السعودية، مع مكافحة الفساد ومحاربة الفكر المتطرف ونشر الإسلام الوسطي.

 

بشائر التغيير

قبل أن يصبح الرجل الثاني في المملكة قاد سمو الأمير محمد بن سلمان عام 2015م تحالف عاصفة الحزم، لمواجهة الحوثيين في اليمن، ولوضع حد لتطرفهم وعدوانهم، كما ساعد على بناء قوة عربية مشتركة للتصدي لأي عدوان، وحماية مصالح المملكة.

وأعلن سموه الكريم وقتها أن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً من قبل النظام الإيراني.

كما شكل سمو ولي العهد -حفظه الله- تحالفاً إسلامياً عام 2015م لمواجهة الإرهاب في كل النواحي الإعلامية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، واتحاد الدول جميعها فيما وصل عددها إلى 44 دولة، ومشاركتها بأقصى ما تمتلك من قدرات لمحاربة الإرهابيين في العالم الإسلامي.

وبذل سمو ولي العهد كثيراً من الجهود من أجل تنسيق العمل العربي المشترك، وتوحيده لمجابهة تدخلات إيران، وما يحدث من عمليات تخريبية بالمنطقة.

 

مهندس الخطة الإصلاحية

يعد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- مهندس الخطة التي تسعى إلى الإصلاح الاقتصادي في المملكة، التي من خلالها نتجت رؤية 2030، التي تهدف إلى الاعتماد على عدة مصادر اقتصادية وليس النفط فقط، وتحقيق توازن مالي بالمملكة وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وهي أضخم شيء أحدثه ولي العهد في عام 2016م، حيث أعدها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتولى رئاستها ولي العهد، وهذه الرؤية تتضمن عدداً من الخطط الاقتصادية والتنموية والاجتماعية إذ تتشكل من ثلاث تقسيمات هي: الاقتصاد المزدهر، والمجتمع المتقدم، والوطن الطموح، ومن المفترض أن تنتهي برامج هذه الرؤية عام 2030.

وأطلق سمو ولى العهد حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد لكبار المسؤولين ورجال الأعمال الذين كانوا في صلب حملة مكافحة الفساد، وهي حملة قوية وقفت على من كان فاسداً يخل بوطنه.

وعمل سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- على تحسين أوضاع المرأة والاهتمام بها من خلال إدخالها في مجالات العمل، كما جعلها تتولى عدداً من الأدوار والمناصب الفعالة، ما يحقق التقدم والإصلاح في اقتصاد المملكة.

 

برامج تطوير الصناعة الوطنية

على سبيل المثال وضمن سعيه الحثيث في تطوير بلاده والنهوض بها في كل المجالات، دشن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، في الرياض في 28 يناير 2019م، «برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية»؛ الذي يهدف إلى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة عالمية للخدمات اللوجستية.

ويُعد هذا البرنامج أحد أهم البرامج الثلاثة عشر وأكبرها في «رؤية المملكة 2030»، من حيث التأثير الإيجابي المتوقع له في الاقتصاد السعودي، إذ أول مرة في تاريخ المملكة يُصمم برنامج تنموي واحد يهدف لإحداث التكامل بين القطاعات المستهدفة وهي: الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجستية، بما يمهد لتطوير صناعات نوعية غير مسبوقة، ويُعزز زيادة الصادرات غير النفطية، ويُخفِض الواردات، ويرفع إسهامات قطاعاته المستهدفة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية.

نهضة تنموية شاملة

ومنذ أربعة أعوام يقود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- نهضة تنموية شاملة في المملكة، انطلقت من رؤية 2030 الطموحة لتحقيق مستهدفاتها في مختلف المجالات.

وتجلى اهتمام سمو ولي العهد، في تنفيذ الإصلاح الاقتصادي الشامل للدولة، حيث رسم خريطة طريق للمملكة عبر 12 برنامجًا تنمويًا تخللتها مبادرات تنموية سيتم تحقيقها -بمشيئة الله- خلال الأعوام المقبلة، بما يكفل تعزيز متانة الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره.

ومن خلال الرؤية الطموحة 2030 لسمو ولي العهد تم إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة، وذلك بمنطقة (القِدِية) جنوب غرب العاصمة الرياض، حيث تعد الأولى في نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلو مترًا مربعًا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى، إلى جانب إطلاق أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم لتأهيل الدرعية التاريخية “جوهرة المملكة” مع تطويرها بقيمة 75 مليار ريال، لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والتعليمية والترفيهية في المنطقة والعالم، مستفيدة من موقعها التاريخي، وثقافتها الفريدة، وما تحتضنه من مواقع تراثية عالمية، أهمها حي الطريف التاريخي المدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.

وشهدت المملكة -بدعم سموه ومتابعته- إطلاق عدد من المشروعات الكبرى، منها مشروع “نيوم” الذي يستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، مشتملة الطاقة والمياه، والتنقل، والتقنيات الحيوية، والغذاء، والعلوم التقنية والرقمية، والتصنيع المتطور، والإعلام والإنتاج الإعلامي، والترفيه، والمعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لبقية القطاعات.

كما أطلق سمو ولي العهد في الثامن من ذي القعدة 1438هـ الموافق 31 يوليو 2017م مشروعاً سياحياً عالمياً في المملكة تحت اسم مشروع البحر الأحمر، يقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، بالتعاون مع أهم الشركات العالمية وأكبرها في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه.

 
 

رؤية ولي العهد

تشمل المنطقة بأسرها

امتدت رؤية سمو ولي العهد -حفظه الله- لتشمل منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تشكل وحدة دول المجلس وتقوية مؤسساتها، والحفاظ على منظومة المجلس وازدهار دوله وتنمية شعوبه في قائمة اهتمامات (الرؤية) الطامحة إلى تحويل المنطقة بقيادة قادة دول الخليج إلى أوروبا جديدة.

وقد أكد سمو ولي العهد أن ما تحقق لدول مجلس التعاون الخليجي من منجزات تنموية بحجم اقتصاداتها على امتداد جغرافية الشرق الأوسط، سيجعلها مراكز جذب مميزة، تسهم في زيادة معدلات برامج التنمية، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتحسين برامج الحياة، وتأهيل الشباب للانخراط في أسواق العمل وتمكينهم في القطاعات الجديدة والواعدة.

وخلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن “مبادرة مستقبل الاستثمار 2018م، استشرف سمو ولي العهد مستقبل المنطقة خلال السنوات المقبلة وأنها موعودة بإنجازات ضخمة وعظيمة تفيء بالخير والازدهار والتقدم لشعوبها، متطلعًا لرفع سقف المنافسة نحو الإنجازات في دول المنطقة، للوصول إلى مرحلة التكامل في مختلف مجالات العمل المشترك، غايتها الازدهار والتنمية لدولها، والخير والرخاء لشعوبها.

وجدد سموه العزم على النهوض بدول المجلس ومواجهة التحديات والعمل بشكل حثيث لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

تعزيز مكانة المملكة عالمياً

وتعزز رؤية المملكة 2030 -ضمن مفهوم “الشراكات الإستراتيجية”-، مكانة المملكة العربية السعودية إقليمياً وعالمياً، وقد تابع شعب المملكة ومعه شعوب العالم كيف أن جولات سمو ولي العهد الخارجية أسهمت في رسم السياسة الخارجية وفي تشكيل الاقتصاد السعودي، حيث ركزت هذه الزيارات في معظمها في الالتقاء بالشركات العملاقة والمهمة في البلدان التي زارها سموه، سعياً في جذبها للعمل والاستثمار في المملكة، وأسفرت هذه الجهود عن شراكات مع أبرز القطاعات الصناعية على سبيل المثال في كوريا التي تعمل في المملكة بأكثر من مليار دولار، وكذلك يبلغ حجم الاستثمارات للشركات اليابانية العاملة في المملكة أكثر من خمسين مليار ريال، وكذلك الشركات الصينية، التي تستثمر في المملكة بمبالغ تصل إلى عشرة مليارات ريال، وأيضاً الشركات الأميركية، وغيرها كثير من العلامات الصناعية في كل دول العالم المتقدمة، التي ترغب في الاستثمار.

وكان لسمو الأمير محمد بن سلمان الفضل في تأسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وذلك بسبب جهوده المستمرة في سبيل إعادة تنظيم أعمال وزارة الدفاع، والاهتمام بقطاع الصناعات الحربية. وخلال جولات سمو ولي العهد الخارجية رعى سموه توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين المملكة وعدد من دول العالم.

 
 

علاقات قوية ومتميزة

مع قادة العالم

ويرتبط صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-بعلاقات وثيقة ومتميزة مع قادة دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية وقادة دول العالم، وهو ما عكسته النتائج الإيجابية لجولات سمو العهد المتعددة ولقاءاته المتكررة مع قادة العالم وتبادل الزيارات رفيعة المستوى.

فسمو ولي العهد في رأي قادة العالم الكبار، قائد إصلاحي يعمل بقوة على التغيير في بلده عبر سلسلة واسعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وصفت بأنها غير مسبوقة في أكثر من محفل دولي.

كما يعمل من أجل دعم الاستقرار العالمي من خلال جهوده الدؤوبة التي أنقذت سوق النفط من حالة تراجع قبل عامين، وفي أكثر من لقاء أكد هؤلاء القادة أن الأمير محمد بن سلمان شريك رئيس في مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف، وقد نجحت جهود المملكة في إنقاذ أوروبا وأميركا من عمليات إرهابية كثيرة، تحدثت عنها مختلف العواصم. وانطلقت المملكة من قيمها الإنسانية لتدعو إلى تأسيس مركز دولي لمواجهة الإرهاب، ومركز الاعتدال العالمي في الرياض لدعم جهود مكافحة التطرف مجسدة تجربة رائدة، يعمل على تطبيقها حاليًا عدد من العواصم الدولية.

وفي مجال الإصلاحات الداخلية يرى العالم أنها ملهمة لكثير من الدول في منطقة الشرق الأوسط، لشجاعتها وتنوعها وقوتها، كما يمكن البناء عليها باستمرار لطموحاتها الكبيرة على كل المستويات نتيجة للثقل السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية.

 
 
 

وشاهد الأمير عبدالله بن بندر والحضور عرضًا مرئيًّا تعريفيًّا عن صرح الجامعة، وأعداد الخريجين لهذه الدفعة البالغة 794 طالبًا. بعد ذلك ألقى مدير الجامعة الدكتور بندر القناوي كلمة بهذه المناسبة، ثمَّن فيها رعاية وزير الحرس الوطني التي تأتي دعمًا لمسيرة الجامعة الأكاديمية والعلمية والبحثية، ودافعًا للاستمرار في تحقيق النجاحات.

وأضاف بأن مشاركة وزير الحرس الوطني الخريجين فرحة النجاح والتخرج تؤكد حرصه على دعم وتشجيع الطلاب؛ لما بذلوه من جهد في التحصيل الأكاديمي والعلمي والتدريب الإكلينيكي، ومشاركتهم أيضًا فرحة التطلع إلى خدمة الوطن والمواطن بثقة وتفانٍ وإخلاص.

وأكد أن خريجي الجامعة اكتسبوا مهارات، سيسهمون بها في دعم وتطوير النظام الصحي في السعودية، وتطوير خدمة الرعاية الصحية، كما استفادوا من البيئة الإكلينيكية في تطوير أدائهم وإمكاناتهم على أكمل وجه.