نيوم.. مدينة المستقبل والتنمية الحضرية

​تقرير خاص:

في السادس والعشرين من جمادى الأولى 1442هـ (10 يناير 2021م) أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة شركة نيوم، عن إطلاق مشروع مدينة «ذا لاين» في نيوم الذي يعد نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلا، ومخططًا يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة.

ومدينة «نيوم» مشروع عملاق وعظيم، أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، في 4 صفر 1439هـ 24 من اكتوبر عام 2017م.

ويعد المشروع أهم مشروع صناعي اقتصادي استثماري تكنولوجي في القرن الحادي والعشرين. حيث تقع المدينة شمال غربي المملكة داخل محافظة تبوك ويمتد أيضاً إلى الأراضي الداخلة في حدود كل من مصر والأردن.

المشروع مخصص له أراض شاسعة تمتد إلى 26500 كيلومتر مربع، ويغطي مساحة كبيرة على ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة. تبلغ تكلفة المشروع 500 مليار دولار أميركي.

المشروع يجري تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة شركة نيوم.

ويحصل هذا المشروع على ميزانيته من صندوق الاستثمارات العامة السعودي علاوة على الاستثمارات المقدمة من رجال الأعمال من السعودية وأيضاً الأجانب.

هذا المشروع الحيوي هو وليد «رؤية السعودية 2030» الطموحة، التي ترمي إلى النهوض بالاقتصاد السعودي والخليجي والعربي بشكل جذري وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل في المملكة العربية السعودية.

 

طموحات سمو ولي العهد

وعبر سمو ولي العهد عن طموحاته الكبيرة ورؤيته لمستقبل المملكة فقال بعد إطلاق مشروع نيوم: «أن الإرادة السياسية قوية، والرغبة الشعبية قوية، وكل عناصر النجاح موجودة لخلق شيء كبير وعظيم داخل السعودية»

وتابع: «بعد وجود كل هذه الفرص والمقومات وأرض شبه خالية بدأنا نفكر لماذا نبني مدينة بشكل تقليدي. لدينا فرصة ننتقل بها إلى جيل جديد من طريقة الحياة، فبدأنا نبحث عن عدد من الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال لبلورة كل الأفكار واستغلال هذه الفرص والقدرة الهائلة لخلق شيء جديد في العالم، ولدينا اليوم مجموعة من الأصدقاء عملنا معهم السنوات الماضية على هذا المشروع،وبعضهم يريد بناء أكبر ألواح طاقة شمسية في العالم، وتخطيط المشروع، وعدد الروبوتات في المشروع أكثر من عدد البشر«.

وقال سموه: «سنبني أكبر من سور الصين العظيم ولكن بألواح شمسية.. وأكبر عنصر لدينا في مشروع (نيوم) الإنسان السعودي، الذي لديه خصلتان مهمتان، الدهاء وهو ما جعله يعيش في صحراء صعبة، والثانية عزيمة جبارة تجعله يقاوم أي شيء، ويصل إلى أي أمر يريد الوصول إليه، واليوم لدينا شعب مقتنع نعمل معه بشكل قوي للوصول بالسعودية ومشاريعها إلى آفاق جديدة في العالم».

 

نيوم المعنى والمبنى

تسمية نيوم تأتي من شقّين: الأول «نيو» ويعني «جديد» باللغة اليونانية القديمة، والثانية حرف الـ»م» وهو الحرف الأول من كلمة «مستقبل» باللغة العربية، أي أن الكلمة «نيوم» تعني المستقبل الجديد وفي يناير 2019 تمت إقامة شركة نيوم كشركة مساهمة لتشرف على الأعمال التنفيذية لهذه المدينة بشكل تام. ومن المرجح أن تنتهي الشركة من الأعمال بالمرحلة الأولى للمدينة سنة 2025. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الانتهاء من هذا العمل بصفة نهائية وتامة في مدة تراوح بين 30 إلى 50 عاماً من تاريخ التأسيس.

نيوم.. لم هي

مدينة المستقبل؟

هي كذلك لأن النشاط الاقتصادي لمدينة نيوم يعتمد على 9 محاور. تلك المحاور هي:

الطاقة، المياه، النقل، التكنولوجيا الحيوية، الغذاء،، العلوم التكنولوجية والرقمية، التصنيع المتقدم، الإعلام والترفيه.

وفي عام 2029 ستتم إضافة ألعاب الفيديو والألعاب الذهنية كأحد المحاور الاقتصادية.

هي مدينة المستقبل أيضاً لأنها مشروع لبناء مدينة ذكية تحتوي على تقنيات على أعلى مستويات الإنتاج العلمي والتكنولوجي، فالمدارس سيكون المُعلمون فيها عبارة عن مجسمات تعمل بتقنية الهولوغرام. كما ستكون هناك جزيرة سياحية مشابهة لـ»الجوراسيك بارك» فيها ديناصورات آلية. وستكون وسيلة المواصلات داخل المدينة بأسلوب السيارات ذاتية القيادة وسيارات الأجرة الطائرة. وستُدار المدينة كلية بأسلوب آلي يعتمد على التقنيات الذكية، وسيؤدي هذا إلى تشغيل كثير من الروبوتات التي تستخدم في تنظيم كثير من الأنشطة والمعاملات الإنسانية والاقتصادية.

ونشير هنا إلى أن هناك أجزاء من بناء هذه المدينة تم الانتهاء منها. فقد تم الانتهاء من إنشاء مطار نيوم، وتم الاعتراف به مطاراً دولياً رسمياً، وهبطت أول رحلة افتتاحية به في يونيو 2019. وهناك استثمارات حالية لتنمية الشواطئ البيضاء ذات الجو المعتدل وتطويرها وجعلها مناطق لجذب السياحة في غضون سنة أو سنتين. وهناك تخطيط للبدء في إقامة عدة فعاليات رياضية مثل التي تقام بأسلوب المخاطرة والمجازفة. وتتم تلك التطورات الإنشائية متزامنة مع الأسلوب الراقي الذي تتبعه حكومة المملكة من توجيه دعوات إعلامية واستثمارية للتعريف بالمشروع، والنجاح في جذب استثمارات ومشاركات فعالة فيها من دول وأفراد وهيئات متعددة. وتشير دراسات الجدوى إلى أن مدينة نيوم ستقدم خدمات وتخلق منتجات بأسعار معقولة وذات جودة ممتازة على مستوى العالم.

 

خصائص «نيوم»

يتميز الموقع الخاص بمشروع نيوم بأنه وسط التقاء ثلاث قارات وأن ٪70 من سكان العالم يستطيعون الوصول إليه وزيارته في مدة لا تتجاوز 8 ساعات.

مدينة نيوم هي النموذج الجذاب لتطبيق ظاهرة العولمة بطريقة حضارية ومميزة. يطل على ساحل البحر الأحمر، الذي يعد الشريان الاقتصادي الأبرز، والذي تمرُّ عبره قرابة 10 في المئة من حركة التجارة العالمية، إضافة إلى أن ٪70 من سكان العالم يمكنهم الوصول إلى الموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى.

كما أن المشروع سيحد من تسرب الأموال إلى خارج المملكة، ويهدف إلى أن يكون أحد أهم العواصم الاقتصادية والعلمية العالمية.

ويعد استقطاب المستثمرين العالميين إلى المنطقة وإشراكهم في تطويرها وتنميتها وبنائها، من قبلهم ولمصلحتهم، أحد المُمكِّنات الرئيسة لنجاح هذا المشروع وأهم عناصره الجاذبة التي تساعدهم على النمو والازدهار في أعمالهم.

تطوير منطقة «نيوم»

تشمل التقنيات المستقبلية لتطوير منطقة «نيوم» مزايا فريدة، يتمثل بعضها في: حلول التنقل الذكي بدءاً من القيادة الذاتية حتى الطائرات ذاتية القيادة، والأساليب الحديثة للزراعة وإنتاج الغذاء، الرعاية الصحية التي تركز في الإنسان وتحيط به من أجل رفاهيته، الشبكات المجانية للإنترنت الفائق السرعة أو ما يُسمى بـ»الهواء الرقمي»، التعليم المجاني المستمر على الإنترنت بأعلى المعايير العالمية، الخدمات الحكومية الرقمية المتكاملة.

ويتطلع مشروع «نيوم» إلى تحقيق أهدافه الطموحة بأن تكون المنطقة أكثر أمناً في العالم إن لم تكن الأكثر، وذلك عبر توظيف أحدث التقنيات العالمية في مجال الأمن والسلامة، وتعزيز كفاءات أنشطة الحياة العامة، من أجل حماية السكان والمرتادين والمستثمرين.

 

الإعلام الغربي يتحدث

عن نيوم

اهتم الإعلام الغربي والعالمي بمشروع « نيوم « وتتابع خطواته بتقارير وأخبار مختلفة ،وتمحورت التقارير عن المشروع حول تأثيره في مستقبل المملكة والمنطقة وتؤكد التقارير أن المشروع يتماشى مع روح الإصلاحات واسعة النطاق التي مرت بها المملكة في السنوات الأخيرة، من اجتماعية واقتصادية وترفيهية. كما تتحدث التقارير عن الديناصورات الآلية، والمساعدة المنزلية بالذكاء الاصطناعي، والشواطئ المتوهجة في الظلام، والقمر الاصطناعي العملاق، ما يجعلها مدينة أشبه بمدن الخيال العلمي في الروايات والأفلام،

ومن ذلك ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية من أن نيوم تمتلك إمكانية جذب أعظم العقول وأفضل المواهب في العالم، للوظائف الأكثر ربحًا في العالم، في أكثر مدن العالم ملاءمة للعيش.

واختارت صحيفة «نيويورك تايمز» عنواناً للحديث عن خطة المملكة بتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط عبر مشروع مدينة «نيوم» التي سيتم تشغيلها بالطاقة المتجددة وإدارتها بالروبوت، مؤكدة أن الخطة كبيرة الهدف.

وذكرت الصحيفة أن الرسالة التي وصلت إلى المستثمرين والمصارف من المؤتمر الأخير، أن المملكة الآن متاحة للاستثمار ومفتوحة للمستثمرين.

وهو العنوان نفسه الذي اختارته صحيفة «التايمز»، حيث قالت إن مشروع المملكة الكبير، له طموحات عالية وكبيرة، في بلد يعتمد على الشباب، مبينة أن المدينة التي أعلن عنها ولي العهد ستشبه ا-لـ «سيليكون فالي».

كما اختارت جريدة الصن البريطانية عنوان «مملكة الصحراء تعلن عن مدينة حرة أكبر من نيويورك بـ 22 مرة»، وأشارت إلى أن المدينة ستكون المستقبل الاقتصادي الجديد للمملكة.

ومن ذلك ما نشرته صحيفة ذا آراب ويكلي البريطانية، وتأكيدها أن مدينة نيوم تعد واحدة من أحجار الزاوية في الرؤية السعودية الطموحة 2030، وهي واحدة من.أكثر مشاريع التطوير طموحًا في الآونة الأخيرة في العالم، ومن خلالها ستحتضن المملكة المستقبل

 
 

وشاهد الأمير عبدالله بن بندر والحضور عرضًا مرئيًّا تعريفيًّا عن صرح الجامعة، وأعداد الخريجين لهذه الدفعة البالغة 794 طالبًا. بعد ذلك ألقى مدير الجامعة الدكتور بندر القناوي كلمة بهذه المناسبة، ثمَّن فيها رعاية وزير الحرس الوطني التي تأتي دعمًا لمسيرة الجامعة الأكاديمية والعلمية والبحثية، ودافعًا للاستمرار في تحقيق النجاحات.

وأضاف بأن مشاركة وزير الحرس الوطني الخريجين فرحة النجاح والتخرج تؤكد حرصه على دعم وتشجيع الطلاب؛ لما بذلوه من جهد في التحصيل الأكاديمي والعلمي والتدريب الإكلينيكي، ومشاركتهم أيضًا فرحة التطلع إلى خدمة الوطن والمواطن بثقة وتفانٍ وإخلاص.

وأكد أن خريجي الجامعة اكتسبوا مهارات، سيسهمون بها في دعم وتطوير النظام الصحي في السعودية، وتطوير خدمة الرعاية الصحية، كما استفادوا من البيئة الإكلينيكية في تطوير أدائهم وإمكاناتهم على أكمل وجه.