نهج تنموي شامل

بقلم: اللواء الركن/ الأمير نايف بن ماجد بن سعود بن عبدالعزيز

رئيس هيئة التعليم والتدريب

نعيش هذه الأيام ذكرى مرور أربعة أعوام على مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وهي المناسبة الغالية في نفوس الشعب السعودي لكونها شكلت تحولات عظمى ومنجزات وطنية كبرى تحققت، وانطلاقة لبناء مرحلة جديدة من العمل الوطني برؤية سمو ولي العهد وبصيرته وعزيمته وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. -حفظهما الله.

تأتي هذه الذكرى في ظل عدد كبير من الإنجازات النوعية التي حققتها المملكة، والتي كان لولي العهد. -حفظه الله- الدور الأكبر فيها، فبرغم ما عانته بلادنا من جائحة (covid 19) إلا أنها -بعد توفيق الله وفضله- أظهرت لأجل مجابهة هذه الكارثة دروساً سيسطرها التاريخ بمداد من ذهب إذ وضعت صحة المواطن والمقيم فوق كل حسبان وقبل أي اختيار، فكانت إدارة الأزمة على المستوى المحلي مثار إعجاب المجتمع الدولي، في تناغم فريد وتوافق عظيم تحققت بها -بحمد الله- نتائج مثمرة تدعو إلى الفخر والاعتزاز.

ففي خضم هذه الجائحة لم تتوقف المملكة عن ممارسة دورها المؤثر في الصعيدين الإقليمي والدولي باحتضانها قمة العشرين بشكل افتراضي وتنظيم سعودي يدعو إلى الافتخار بطاقات أبناء الوطن وقدراتهم الطموحة التي راهن عليها سمو ولي العهد وعقد عليها الآمال فكانت رهاناً كاسباً ستتحقق على أيديهم طموحات وطننا الغالي.

وفي الإطار السياسي لجهود المملكة في دعم السلم والأمن الإقليمي والدولي واصلت القيادة تقديم الدعم السياسي والإغاثي للحكومة اليمنية الشرعية، استمراراً لحرص المملكة الجاد والعملي على الأمن واستقرار اليمن والمنطقة وإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.

وعلى الصعيد المحلي لم تهدأ عجلة التنمية والإصلاح لتدور برغم هذه الجائحة، فواصل سموه -أيده الله- في إطلاق مشروعات كبرى وفريدة كان أبرزها مشروع «ذا لاين» في نيوم، واعتماد برنامج صندوق الاستثمارات العامة تعزيزاً لدوره وتنويعاً لاقتصاد المملكة، وإطلاق برنامجي «صنع في السعودية» و«شريك» لتعزيز الصناعة الوطنية والمحتوى المحلي، وتفعيل القطاع الخاص ودعمه ليكون رافداً مهماً لدعم الشركات المحلية.

كما لم يدخر سمو ولي العهد جهداً في إصلاح التشريعات والأنظمة إذ أطلق -حفظه الله- عملية تطويرية لمنظومة التشريعات المتخصصة بما يعكس مسيرة المملكة وفق عمل مؤسسي وخطوات جادة نحو تطوير البيئة التشريعية.

كما أعلن سموه مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتين ترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خريطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وتسهمان -بشكل قوي- في تحقيق المستهدفات العالمية.

وتقديراً لجهود سمو ولي العهد في تعزيز النهج التنموي الشامل في المملكة العربية السعودية والوطن العربي، وفي دعم العمل العربي المشترك وتعزيزه في المجالات كافة، منحته جامعة الدول العربية -رعاه الله- شهادة تقدير «درع العمل التنموي العربي» لعام 2021م لخدمته الأمن واستقرار المنطقة ونمائها وازدهارها.

ختاما أسال المولى -عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، ويسدد خطاهم لكل خير، ويمتعهم بالصحة والعافيه، ويحفظ بلادنا من كل شر وسوء ويصرف البلاء والوباء عنها، وينصر جنودنا على الحدود ويديم علينا نعمة الأمن والإيمان.

 
 
 

وشاهد الأمير عبدالله بن بندر والحضور عرضًا مرئيًّا تعريفيًّا عن صرح الجامعة، وأعداد الخريجين لهذه الدفعة البالغة 794 طالبًا. بعد ذلك ألقى مدير الجامعة الدكتور بندر القناوي كلمة بهذه المناسبة، ثمَّن فيها رعاية وزير الحرس الوطني التي تأتي دعمًا لمسيرة الجامعة الأكاديمية والعلمية والبحثية، ودافعًا للاستمرار في تحقيق النجاحات.

وأضاف بأن مشاركة وزير الحرس الوطني الخريجين فرحة النجاح والتخرج تؤكد حرصه على دعم وتشجيع الطلاب؛ لما بذلوه من جهد في التحصيل الأكاديمي والعلمي والتدريب الإكلينيكي، ومشاركتهم أيضًا فرحة التطلع إلى خدمة الوطن والمواطن بثقة وتفانٍ وإخلاص.

وأكد أن خريجي الجامعة اكتسبوا مهارات، سيسهمون بها في دعم وتطوير النظام الصحي في السعودية، وتطوير خدمة الرعاية الصحية، كما استفادوا من البيئة الإكلينيكية في تطوير أدائهم وإمكاناتهم على أكمل وجه.