تقرير خاص:
لا يزال العمل جارياً على قدم وساق لتنفيذ عدد من المشروعات التنموية العملاقة في مناطق المملكة التي تم الكشف عنها في 2017م، وينتظر أن ترسم ملامح الوجه الجديد للمملكة، وتحولها إلى نقطة جذب عالمية تواكب رؤيتها الطموحة، إذ تتنوع المشروعات بين تقنية عالية المستوى وغير مسبوقة -كما في المدينة الحالمة «نيوم»- وأخرى ثقافية ورياضية ترفيهية -كما في «القدية»- ومشروعات سياحية عالمية استثنائية -كما في مشروع البحر الأحمر- إضافة إلى مشروعين عملاقين للنهوض بقطاع الضيافة في المدينتين المقدستين، والرفع بالطاقة الاستيعابية لزائريهما، يضاف إليها مشروع ثالث في البوابة الغربية للمملكة حيث سيقام مشروع جدة داون تاون.
في 28 أبريل 2018م وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الحجر الأساس لمشروع «القدية» بوصفها أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة، سيتم بناؤها غرب العاصمة الرياض. ويتوقع افتتاح المرحلة الأولى منه عام 2022م.
وكان سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان، أعلن في 7 أبريل 2017م عن إطلاق المشروع الذي ينتظر أن يصبح معلماً حضارياً بارزاً ومركزاً مهماً لتلبية رغبات جيل المستقبل واحتياجاته الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة.
ويدعم المشروع توجهات الدولة ورؤيتها الحكيمة الهادفة إلى تحقيق مزيد من الازدهار والتقدم للمجتمع، والمضي قدماً في الارتقاء بمستوى الخدمات بالعاصمة الرياض؛ لتصبح واحدة ضمن أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم.
وتشكل «القدية» معالم اقتصاد المستقبل متعدد القطاعات، وتساعد على تحقيق النمو المستدام، وتحسن جودة الخدمات المقدمة إلى المواطنين. وتحفز «القدية» أيضاً الاستثمار في المملكة العربية السعودية، خصوصاً في قطاعات الترفيه.
ويتيح المشروع مسارات مهنية جديدة للشباب السعودي، إذ يوفر 17,000 وظيفة بحلول 2023م، و25,000 وظيفة عام 2030م. وسيجد الزائرون أكثر من 300 مرفق تعليمي وترفيهي رائد في «القدية»، مع تخصيص ٪70 من الموقع كمنطقة بيئية.
نيوم.. وجهة المستقبل
مشروع نيوم هو المشروع الأكثر طموحًا على مستوى العالم، وهو فكرة جريئة ورؤية لما يمكن أن يبدو عليه المستقبل الجديد للبشرية. ويستفيد مشروع نيوم من أعظم مواردنا -النخيل- لوضع مخطط جديد بالكامل للاستدامة وقابلية الحياة، وتمتد هذه الأرض المستقبلية على مساحة تبلغ 26,500 كم2، عبر المملكة العربية السعودية ومصر والأردن. كما أن موقع مدينة «نيوم» على البحر الأحمر يجعلها موطنًا للتضاريس المتنوعة المذهلة -منها الساحلي والجبلي والصحراوي- ويجعلها مناخًا ملائمًا مضيافًا تتداخل فيه التطورات التكنولوجية التي تجعل الحياة فيها فاعلة.
المشروع أطلقه سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في 24 أكتوبر 2017م وهو المشروع الذي يأتي في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذج عالمي رائد، في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز في استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع.
وسيتم دعم «نيوم» بأكثر من 500 مليار دولار من قبل صندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى مستثمرين محليين وعالميين. فيما ستتم أتمتة جميع الخدمات المقدمة والإجراءات فيها بنسبة ٪100 بهدف أن يصبح مشروع «نيوم» الأكثر كفاءة حول العالم.
رؤى الحرمين.. نهوض بقطاع الضيافة
رؤى الحرمين يقصد بها الشركتان اللتان أعلن عن تأسيسهما صندوق الاستثمارات العامة السعودي في أكتوبر 2017م، الأولى شركة رؤى الحرم المكي، والثانية شركة رؤى المدينة.
ويأتي تأسيسهما تماشياً مع رؤية المملكة 2030، الرامية إلى رفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن والزائرين وإثراء رحلاتهم الدينية وتجاربهم الثقافية.
وضع الحجر الأساس لمشروع رؤى الحرم المكي والبدء بأعمال تطوير البنية التحتية للمشروع عام 2018م وسيتم تشغيل المشروع عام 2024م.
يهدف المشروع إلى تطوير مشروعات تسهم في رفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال الأعداد المتزايدة من الزوار الآتين إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة، والعمل محركاً رئيساً، إذ من المتوقع أن يتجاوز عدد زوار مكة المكرمة 30 مليوناً سنوياً بحلول عام 2030م.
كما تم تأسيس شركة «رؤى المدينة» وهي شركة تطوير عمراني تهدف إلى تعزيز جاهزية منطقة المسجد النبوي لاستقبال عدد أكبر من زائري المدينة المنورة وفق رؤية المملكة 2030، الرامية إلى رفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن وإثراء رحلاتهم الدينية وتجاربهم الثقافية، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لزيارة المسجد النبوي الشريف.
وتوضح التقديرات الأولية أن من المتوقع أن يبلغ إجمالي عدد زوار المدينة المنورة 23 مليوناً سنوياً بحلول عام 2030م.
تشمل أعمال تطوير المشروعات الفندقية والتجارية والسكنية، وتهيئة المراكز والمتاحف لتعزيز النواحي الدينية والثقافية والتاريخية والمحتوى المحلي للمدينة المنورة. ويتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع عام 2023م.
مشروع أمالا
في ظل تبني رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لتنويع مصادر الدخل الوطني والاستعداد لحقبة ما بعد النفط عبر مشروعات ضخمة تحقق هذا الهدف يأتي مشروع مدينة أمالا ليقود طموحات المملكة لجذب السياحة العلاجية والترفيهية في العالم.
ويهدف المشروع -الذي سيقام على ساحل البحر الأحمر- إلى تعزيز مفهوم السياحة العلاجية الفاخرة وترسيخه في المنطقة، وسيضم المشروع منتجعاً صحياً متكاملاً ومرافق صحية متقدمة، إضافة إلى تركيز الاهتمام في المجال الرياضي الذي هو واحد من أهم عناصر الصحة الجيدة، وسيدعم المشروع جميع الرياضات التنافسية مثل الفروسية وسباقات الإبل.
وجود المشروع على ساحل البحر الأحمر سيجعل منه الوجهة المثالية للغوص واكتشاف الأعماق، وعجائب المخلوقات والتماس أسرار البحر، كما أن موقعه الإستراتيجي سيجعله مرسى لليخوت كاملة الخدمات لتنطلق منه إلى رحلات بحرية متميزة.
يمتد مشروع أمالا على مساحة 3800 كلم مربع ويسهل الوصول إليه لوجود مطار خاص به، ومن المقرر أن يكون وجهة سياحية متميزة لكل سائح يبحث عن التميز والاختلاف. سيوفر المشروع عدداً من الخيارات السكنية المتنوعة التي تناسب كل الأذواق، من الفنادق الفاخرة، الفيلات والشقق السكنية إضافة إلى تخصيص منطقة للمطاعم، المقاهي ومتاجر البيع بالتجزئة.
ويدعم المشروع أيضاً بالجانب الترفيهي الرياضي والصحي، والفن بكل أشكاله إذ يضم أمالا مركزاً للفنون يجمع بين كل عناصر الفن المعاصر تحت سقف واحد، ويضم كذلك مجمعاً للفنانين وفق نمط حياة الريفيرا.
مشروع البحر الأحمر
هو وجهة سياحية فاخرة قيد الإنشاء على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية يغطي 28,000 كم2 من الأراضي النقية الأصيلة التي تشمل أرخبيلًا فيه أكثر من 90 جزيرة طبيعية، وتنفرد هذه الوجهة بالمناظر الطبيعية المتنوعة التي تشمل أودية جبلية وبراكين خامدة وحاجزًا مرجانيًا ومناظر صحراوية ومواقع تراثية وثقافية قديمة. وقد تم وضع الحجر الأساس في الربع الثالث من 2019م، ويتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022م.
مشروع البحر الأحمر يضع معايير جديدة في التنمية المستدامة والتميز في الخدمات، وستقدم التقنية الذكية خدمات مبتكرة ومصممة خصيصًا للزائرين تخدمهم من اللحظة التي يبدؤون فيها إجراء بحث عن رحلتهم حتى عودتهم إلى أوطانهم، وأكثر من ذلك.
وستعتمد الوجهة على الطاقة المتجددة على مدار الساعة، وستراقب من خلال نظام استشعار على مستوى المنطقة بأكملها لمتابعة المؤشرات البيئية في الوقت الفعلي.
جدة داون تاون.. واجهة بحرية
مشروع إعادة تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش مدينة جدة، يهدف إلى تحويلها إلى منطقة حيوية ووجهة سياحية وسكنية وتجارية فريدة؛ لتصبح «جدة داون تاون الجديدة» بيئة جاذبة ومتميزة تسهم في تطوير مدينة جدة ودعم طموحاتها لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم.
ويساهم المشروع في تطوير منطقة حيوية مناسبة للترويح عن النفس والترفيه والتسوق، ما يجعلها وجهة فريدة لمختلف فئات المجتمع من السكان والزائرين.
وقد تم وضع الحجر الأساس للمشروع خلال الربع الأول من عام 2019م، ومن المتوقع افتتاح المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022م.
ويبلغ إجمالي قيمة الاستثمار بالمشروع نحو 18 مليار ريال على مدى 10 سنوات، وأن يسهم في إيجاد أكثر من 36 ألف فرصة عمل.
ويقدر إجمالي مسطحات البناء في المشروع بأكثر من 5 ملايين متر مربع، تتسع لأكثر من 58 ألف نسمة. وتشمل خطة المشروع تطوير مناطق رئيسة تضم منطقة متاحف ومراكز للأنشطة الثقافية والاجتماعية، ومنطقة مركزية لأنشطة الأعمال والابتكار، والمنطقة التجارية والتسوق، ومنطقة الحدائق والمتنزهات الترفيهية والأنشطة الرياضية، ومنطقة للضيافة والفنادق والمنتجعات، إضافة إلى منطقة الشاطئ والأنشطة البحرية والتنزه ومرسى القوارب واليخوت الخاصة.