بقلم: صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز
وزير الحرس الوطني
تسعون عاما من البناء والتطور والنماء وصناعة التاريخ، منذ توحيد هذا الكيان العظيم وتأسيس دعائمه وإرساء ثوابته على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، هذا القائد الملهم الذي مكّنه الله عز وجل من حمل راية التوحيد وجمع الشتات وبناء هذا الوطن المترابط بعزيمة صادقة وهمة عالية وإيمان راسخ، ليأخذ هذه البلاد- بعون الله وتوفيقه- إلى مدارج العزة والتقدم، لاسيما وقد اختصها الله جلَّ وعلا بأن جعلها بلاد الحرمين الشريفين مآوى أفئدة المسلمين في كل بقاع المعمورة، ثم حمل الراية من بعده ملوكنا الميامين- رحمهم الله جميعا- الذين اقتفوا أثر الملك المؤسس وساروا على نهجه، لتشهد بلادنا- خلال العقود الماضية- نهضة تنموية شاملة، وتقفز في زمن وجيز إلى مصاف الدول المتقدمة، آخذة بأسباب المعاصرة ومواكبة المعطيات الحديثة التي يعيشها العالم في شتى المجالات.
واليوم، وتحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- تشهد المملكة العربية السعودية أزهى العهود، معتمدة- بعد الله سبحانه وتعالى- على سواعد وقدرات أبنائها، في سبيل تحقيق التنمية المستدامة والعيش الكريم وصناعة التحولات وإقامة المشروعات العملاقة في جميع المناطق وبناء المستقبل الزاهر لأجيال هذا الوطن الشامخ، وتعزيز مكانة المملكة وثقلها في المشهد الدولي وهو ما تجسّد في مبادرتها واستشعارها لدورها المؤثر في التصدي لجائحة كورونا المستجد من خلال القمة الإستثنائية الافتراضية لقادة دول مجموعة العشرين التي دعت لها المملكة وعُقدت برئاسة سيدي خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله ورعاه…
وإذا كانت قيادتنا الرشيدة- أيدها الله- قد حرصت على بناء الوطن ونهضته، فإن القطاعات العسكرية قد نالها النصيب الوافر من العناية والاهتمام على مستوى التسليح والتدريب والتطوير، لتكون في أعلى مستويات الجاهزية والاستعداد للذود عن حياض الوطن وحماية مقدساته ومكتسباته، وفي هذا الإطار تعتز وزارة الحرس الوطني بتواصل أدائها لواجباتها إلى جانب قواتنا الباسلة في الحد الجنوبي وكافة ثغور الوطن، وكذلك القيام بمهامها الأمنية وفق ما يسند إليها.
من جانب آخر قدمت الوزارة- خلال العام المنصرم- الدفعة الأولى من خريجي كلية الملك عبدالله للقيادة والأركان، كما واصلت كلية الملك خالد العسكرية دورها الأكاديمي والعسكري فخرّجت الدفعة (36) من طلبتها ودورة تأهيل الضباط الجامعيين (31)، وفي جانب التعليم الطبي العالي والمتخصص أسهمت جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في تعزيز المنظومة الطبية السعودية بتخريج الدفعة (17) من طلابها وطالباتها عبر أفرعها الثلاثة في الرياض وجدة والأحساء، كما شاركت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بكافة مكوناتها ومدنها الطبية في مواجهة جائحة كورونا بالتعاون مع وزارة الصحة ومختلف القطاعات الصحية في المملكة، إضافة إلى تنظيمها مؤخراً، وبمشاركة دولية واسعة (القمة العالمية للصحة الرقمية الافتراضية)، إضافة لدور قوات الوزارة في حفظ الأمن وتطبيق الإجراءات التي أقرتها الدولة، كما حرصت الوزارة على رفع كفاءة منسوبيها وتجويد مخرجاتها عبر إطلاق المبادرات المختلفة في برنامج التطوير ليتواصل دور الوزارة التنموي والحضاري في جميع المجالات بوصفها أحد مكتسبات الوطن وركائزه.
ويشرفني بمناسبة اليوم الوطني المجيد أن أرفع أصدق التهاني باسم كافة منسوبي الوزارة مدنيين وعسكريين لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين- حفظهما الله- داعيا الله العلي القدير أن يمدهما بعونه وتوفيقه، وأن يحفظ هذا الوطن ويديم أمنه وأمانه واستقراره