تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعات العسكرية في الرياض يوم الأحد 23/7/1445هـ، الموافق 4 فبراير 2024م، معرض الدفاع العالمي 2024 في نسخته الثانية، الذي نظمته الهيئة العامة للصناعات العسكرية على مدى خمسة أيام، بمشاركة أكثر من (773) جهة عارضة، تمثل أكثر من (75) دولة، إضافة إلى مشاركة وحضور عدد من الجهات الحكومية، وكبرى الشركات المحلية والعالمية في قطاع صناعة الدفاع والأمن، والقطاعات الأخرى ذات العلاقة بقطاع الصناعات العسكرية والدفاعية.
وتجسد الرعاية الملكية الكريمة التي حظي بها المعرض حرص القيادة الرشيدة ـ أعزها الله ـ على تنظيم معرض عالمي، يكون ضمن أفضل المعارض المتخصصة في صناعة الدفاع والأمن في العالم، وتأكيدًا على أن تكون المملكة مركزًا عالميًا لتنظيم المعارض في المجالات كافة، وخاصة مجال الصناعات العسكرية.
ويهدف المعرض الذي أطلقت نسخته الثانية تحت شعار «للغد نستعد» إلى استعراض الابتكارات الناشئة والمتطورة لهذه المجالات، ويقدم عروضاً جوية وبرية حية لحلول الدفاع المتقدمة، كما يركز بشكل رئيس على تقديم أحدث المنتجات والقدرات المتطورة للباحثين والمطورين والشركات الناشئة، وتبادل الخبرات، وتوفير الفرص الاستثمارية، وعقد الشراكات، وذلك بحضور قادة الصناعة وكبار الشخصيات في المملكة والوفود الدولية وصناع القرار البارزين في مجال الدفاع والأمن من جميع أنحاء العالم.
الأمير عبدالله بن بندر يزور المعرض ويوقع عددًا من العقود والاتفاقيات
وقد زار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، يوم الاثنين 24/7/1445هـ جناح وزارة الحرس الوطني بالمعرض، حيث اطلع سموه على ما يحتويه الجناح من منجزات في مسار توطين قدرات الوزارة الأمنية والعسكرية الحالية والمستقبلية ونقل المعرفة لمواكبة أحدث التطورات وتعزيز قيمة الاستثمار الصناعي في مجال الدفاع، وأحدث التقنيات المتطورة في الاتصالات، وعرض لأبرز أنظمة التسليح وأحدثها من خلال الشاشات التفاعلية بالجناح.
بعد ذلك زار سموه جناح وزارة الداخلية وجناح وزارة الدفاع، وتجول كذلك في عدد من الأجنحة المحلية والدولية المشاركة في المعرض.
وعلى هامش المعرض، وقّع سمو وزير الحرس الوطني عدداً من العقود ومذكرات التفاهم مع عدد من الشركات العالمية والوطنية، حيث وقع سموه مذكرة تفاهم مع شركة تقنية علم للتطوير والاستثمار الصناعي لتوطين صناعة (أنظمة الطائرات بدون طيار، وأنظمة الاستجابة للهجمات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية). ومذكرة تفاهم مع شركة انترا للتقنيات الدفاعية بشأن توطين صناعة أنظمة الطائرات بدون طيار والتعاون في مجالات التشغيل والإسناد والتدريب والصيانة والتطوير في مجال أنظمة الطائرات المسيرة.
ووقع سموه كذلك عقداً مع شركة كي ان دي اس (KNDS) لتوريد الذخائر، والتي بلغت نسبة المشاركة الصناعية لتوطينه ما يقارب 62٪، وعقداً مع شركة أضواء النماء لتوطين صيانة وتشغيل ميادين وزارة الحرس الوطني، وعقداً ثالثاً مع شركة رايمنتال العربية لتوطين صيانة وتشغيل مشبهات الأنظمة الأرضية للوزارة.
ويأتي توقيع هذه العقود ومذكرات التفاهم في إطار تحفيز توطين قطاع الصناعات العسكرية في المملكة والنهوض به، وتوطين عمليات الشراء الخاصة بتسليح وزارة الحرس الوطني، وتوطين القدرات المناسبة لاحتياج الوزارة بما يدعم الجاهزية العملياتية والقتالية، وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي، والعمل على توفير شبكة للخدمات والدعم الفني للصناعات العسكرية، والاستفادة من القدرات المحلية وتطويرها، ودعم استراتيجيتها الهادفة لبناء قطاع صناعات عسكرية محلية ومستدامة، يكون لها أثر اقتصادي ملموس.
جناح وزارة الحرس الوطني يسلط الضوء على قدراتها المتقدمة
تعد وزارة الحرس الوطني شريكاً رسمياً في معرض الدفاع العالمي في نسخته الثانية، وقد أقامت الوزارة جناحًا خاصاً أبرز قدراتها الدفاعية والأمنية وتسليحها المتقدم، وقدم جناح الوزارة للزوار والجهات المشاركة تعريفًا بتاريخها العريق ومهامها الوطنية وقدراتها وامكانياتها المتجددة من الأسلحة والأجهزة والمعدات والطائرات، وكذلك التطلعات المستقبلية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠ الرامية إلى تعزيز المنظومات الدفاعية والأمنية، والإفادة من فرص تطوين الصناعات العسكرية.
وقد أوضح اللواء الطيار الركن تركي بن موسى الطاسان رئيس هيئة طيران الحرس الوطني، وممثل الوزارة بمعرض الدفاع العالمي أن جناح الوزارة الذي شارك في المعرض بنسختيه الأولى عام 2022 والثانية لهذا العام 2024 استعرض قدرات وزارة الحرس الوطني القتالية والأمنية والتقنية والطبية، وكان ـ ولله الحمد ـ محط أنظار زوار المعرض من أصحاب السمو والمعالي والسعادة ورؤساء الوفود المشاركة وممثليهم والضيوف، ما جعله يحصد أعلى التقييمات والإشادات، بفضل الدعم والتوجيه والمتابعة المباشرة من صاحب السمو الملكي وزير الحرس الوطني الذي حرص على أن تظهر المشاركة بالمستوى المشرف الذي يعكس ما وصلت إليه وزارة الحرس الوطني من تطور وتقدم.
وشكر اللواء الطاسان جميع المشاركين والمشاركات في الجناح من منسوبي وزارة الحرس الوطني، من ضباط وضباط صف ومدنيين، الذين مثلوا الوزارة خير تمثيل، وعكسوا حرفية عالية وانضباطاً وتفانٍ خلال مشاركتهم في جناح الوزارة.
واستعرض الجناح نماذج من الأدوات الإبداعية، مثل أداة تطوير لوحة متابعة قوات وزارة الحرس الوطني، ولوحة استدامة الصيانة وقطع الغيار لمنظومات الوزارة، وكذلك أداة نظام إدارة الذخيرة، ونظام G21 لإدارة أنشطة سلسلة التموين والإمدادات وإدارة الوقود والصيانة وعمليات الطيران والمهام وإدارة التعليم والتدريب.
وكشف الجناح عن جهود الوزارة في مسار مواكبة توطين الصناعات العسكرية، وبرامج التسليح في الحرس الوطني، والعقود والاتفاقيات، وتأمين الذخائر، وذلك في إطار المشاركة الفاعلة في صنع المستقبل، في ظل التحول الوطني الذي تشهده كافة القطاعات الحكومية، ومواصلة وزارة الحرس الوطني جهودها من خلال توجهها الاستراتيجي، بما يعزز مساهمتها في المحافظة على المصالح الوطنية وتحقيق التكامل مع المنظومة الدفاعية والأمنية.
وفيما سلط الجناح الضوء على واقع الحرس الوطني، ومنظوماته الحضارية المتقدمة، أعد الجناح ركناً للفخر بالماضي بوصفه ركيزةً وأساسًا للحاضر، عبر استعراض تاريخ الحرس الوطني ومراحل التطوير والنقلات النوعية التي مر بها منذ تأسيسه، وحرص الجناح على استخدام وسائل العرض التقنية الجذابة لإبراز الجوانب التاريخية والحضارية والعسكرية والأمنية لوزارة الحرس الوطني، وما وصلت إليه من مستويات متطورة في التقنيات الدفاعية والأمنية، وذلك من خلال شاشات وأدوات عرض تفاعلية.
وحظيت كل من منطقة التصوير، ومنطقة الدرون، ومنطقة عرض الأسلحة بجناح وزارة الحرس الوطني بمشاركات وتفاعل كبير من الزوار، وتميز الجناح بمشاركة عدد من القطاعات والوحدات التي تعاونت وتكاملت في أداء مهامها وواجباتها، لتعكس ما وصلت إليه الوزارة من التقدم الشامل بفضل الله، ثم بتوجيهات ومتابعة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني حفظه الله.
المعرض في نسخته الثانية.. مشاركات واسعة وأفكار متجددة
وقدم معرض الدفاع العالمي في نسخته الثانية فرصاً واسعة للتعرف على أحدث التقنيات العسكرية، ومثّل فرصة لتحديد التوجهات المستقبلية للإمكانات التي تملكها المملكة، خصوصاً على مستوى البحث العلمي، وخطوات التحول نحو توطين صناعة الدفاع في المملكة، التي ترتبط بالتحولات الكبرى التي تعيشها المملكة، تماشياً مع مستهدفات رؤية 2030، وما يعني ذلك من الاعتماد الكامل وفق جدول زمني مدروس لحماية حدود المملكة ومنجزاتها التنموية لبناء منظومة صناعة وتقنيات عسكرية متطورة بأيدٍ سعودية.
كما استعرض المعرض مستقبل مجالات الدفاع الـ(5) في البرّ والبحر والجو والفضاء وأمن المعلومات، وأحدث أنظمة التوافق العملياتية حول العالم، فضلاً عن أحدث الطرازات من الطائرات الحربية والمُسيرة والأقمار الصناعية العسكرية. واستحدث المعرض في نسخة 2024، العديد من الأفكار والبرامج الجديدة، منها: «منصة مستقبل الدفاع» المخصصة لاستعراض دور التكنولوجيا وبحث إمكانات التقنيات الحالية والمستقبلية عبر (3) أنشطة رئيسة هي منصة البحث والتطوير للتعرف على الجامعات والمراكز التي ترسم مستقبل صناعة الدفاع والأمن، ومنصة الابتكار التي تجمع روّاد المستقبل والمؤسسات الناشئة، وقاعة العرض الرئيسة التي تجمع المبتكرين بالمستثمرين لاستعراض الأفكار عبر العروض التقديمية. ويسعى المعرض من خلال «منصة الدفاع للفضاء»، إلى تسليط الضوء على أهمية الفضاء وتأثيره على جميع جوانب الأمن والدفاع.
منتدى مستقبل الدفاع
وعلى هامش المعرض أقيم «منتدى مستقبل الدفاع»، متناولاً مواضيع ومحاور مختلفة تشمل لقاء قادة الدفاع، ولقاء استعراض تقنيات مستقبل الدفاع البحري والأمن السيبراني والفضاء، كما تضمن المنتدى الإعلان عن الفائزين بجائزة الابتكار في الصناعات العسكرية، وبرنامج مواهب المستقبل، كما تناول «برنامج المرأة في الدفاع»، واستضاف لذلك نخبة من القيادات النسائية من مختلف دول العالم، لإبراز إنجازات المرأة، وكيفية مساهمتها في قطاع صناعة الدفاع والأمن عالمياً.
منصة عالمية فعالة
واختتمت النسخة الثانية من معرض الدفاع العالمي 2024، مسجلة توقيع (61) عقد شراء بقيمة (26) مليار ريال سعودي، فيما شهد المعرض مشاركة أكثر من (773) عارضاً وأكثر من (441) وفداً رسمياً يمثّلون (116) دولة وحظي بزيارة (106) آلاف زائر، كما تم توقيع (73) اتفاقية، منها (17) اتفاقية مشاركة صناعية تمت طوال أيام المعرض.
ورفع محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية، المهندس أحمد بن عبدالعزيز العوهلي، الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ نظير الرعاية الكريمة لهذا الحدث العالمي، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعات العسكرية ـ حفظه الله ـ على اهتمامه المتواصل ومتابعته المستمرة، التي كان لها عظيم الأثر في تحقيق نجاح المعرض، بما يعكس رغبة القيادة في تنظيم معرض عالمي متخصص ضمن أفضل معارض الدفاع والأمن في العالم، إلى جانب توطين 50% من الإنفاق على الخدمات والمعدات العسكرية وفق توجهات رؤية المملكة 2030، مؤكداً أن المعرض نجح في ربط قادة الصناعة والمبتكرين من جميع أنحاء العالم بشكل فعّال.
ولفت العوهلي إلى أن هذه النسخة فتحت الأبواب أمام الأسواق العالمية لدخول سوق صناعة الدفاع والأمن في المملكة، كما أصبح المعرض منصة عالمية فعالة لتحقيق التواصل وتبادل المعرفة وبناء العلاقات التجارية في جميع أنحاء العالم، والتعرف على أحدث الابتكارات والتقنيات في هذه الصناعة.
ورحّب العوهلي بعودة جميع المشاركين في المعرض إلى الرياض في عام 2026م، حيث سيواصل المعرض تعزيز التعاون والابتكار وبحث فرص الأعمال في قطاعي الدفاع والأمن.