مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية يدعو مستشفيات المملكة إلى المشاركة في دراسات سريرية تخص كورونا المستجد

وقال المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الدكتور أحمد العسكر: «بما أنه لا يوجد حتى الآن دواء مضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) معتمد من قبل هيئات الغذاء والدواء، فإن أي دواء موجود حالياً هو من باب التجربة، إما أن تكون تجربة عشوائية غير منظمة، وإما على أسس علمية خاضعة لمعايير الجودة والرقابة وتنظيم اللجان العلمية والأخلاقية كما في الدراسات السريرية».

وبين أن مشاركة المستشفيات في الدراسات المعتمدة من الهيئات العلمية، وعرض الدراسة على المريض في هذه الحالة ضروريان بهدف تقصي الآثار ونتيجة الدواء على المريض ومقارنتها بالمجموعات التي لم تتلق العلاج التجريبي شرطاً أساسياً لدى الهيئات التشريعية لإقرار الدواء من عدمه لهذا المرض.

وأكد الدكتور أحمد العسكر، أن زيادة الدراسات السريرية المحكمة وتعددها يعدان من مؤشرات تطور المجتمع طبياً وعلمياً، ويأتيان ضمن مبادرات «رؤية المملكة 2030» فيما يخص الأبحاث الطبية التي يقودها «كيمارك» بدعم من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية بهدف نشر ثقافة الأبحاث والدراسات السريرية وتعزيز توافرها للمرضى في المملكة.

وقال المدير التنفيذي لـ «كيمارك»: «إن من أساسيات الممارسة الطبية وأخلاقياتها هي في حين تتوافر دراسة سريرية محكّمة لدواء محدد، كما هي الحال مع مضادات فيروس «كوفيد 19» عدم وصف هذا الدواء الخاضع للتجارب إلا من خلال الدراسات السريرية للمرضى المشاركين في الدراسة، وإن كان ولابد، فيجب التوضيح للمريض بأن هذا الدواء لا يزال تحت الدراسة من ناحية آثاره الجانبية ومدى فاعليته «ولدينا في المركز كل الإمكانات سواء من التأهيل العلمي أو البنى التحتية لإجراء عدد من الدراسات البحثية بعد إنشاء وحدة دراسات سريرية في المملكة تباشرها مجموعة من المتخصصين.

 

قدّم مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية «كيمارك»، دعوته إلى مستشفيات المملكة للمشاركة في عدة دراسات سريرية معتمدة من الهيئة العامة للغذاء والدواء تخص وباء كورونا المستجد (كوفيد 19)، إذ من المتوقع أن تعود فوائدها على المريض وعلى دور المملكة في إثراء الممارسات الطبية المبنية على البراهين العلمية.

ويجري المركز حالياً دراسات سريرية في المملكة تتعلق بوباء كورونا المستجد (كوفيد 19) باستخدام مضادات فيروسية مختلفة، وتحمل الدراسة الأولى اسم (افي مايلد 19) لتجربة مضاد فافيبرافير الذي تم تصنيعه في اليابان ويُستخدم في حالات المرض الخفيفة، والدراسة الثانية باسم (فاكت) لتجربة مركب من مضادين بجرعات موزونة وهي دواء فافيبرافير ودواء هيدروكسي كلوروكوين الذي يستخدم مضاداً للملاريا وذلك في حالات المرض متوسط الشدة التي تجرى بالتعاون مع وزارة الصحة.

فيما جاءت الدراسة الثالثة حول استخلاص البلازما من دم المتعافين من المرض وذلك في حالات المرض الشديدة التي يحتاج فيها المرضى إلى تنفس اصطناعي أو أكسجين التي تجرى برعاية وزارة الصحة، فيما يجري المركز الدراسة الرابعة التي تقارن بين مجموعات تم استخدام بروتوكولات علاجية مختلفة فيها لتقويم الأفضل من بينها.

ويأتي ذلك لما يمتلكه «كيمارك» من خبرة وكوادر بشرية وبنى تحتية تؤهله لإجراء عدد من الدراسات فيما يخص هذا الوباء الذي طبق كثير من الدول عدداً من الدراسات البحثية المحكمة حوله لجميع مرضى (كوفيد 19) مثل: بريطانيا التي قسمتهم إلى مجموعات متوازية كل مجموعة تأخذ دواءً تجريبياً مختلفاً، ومن نتائج ذلك ما ظهر قبل عدة أيام من إثبات علمي لفاعلية دواء (ديكساميثازون)، ولا تزال مجموعات الدراسات الأخرى مستمرة.