حماة الوطن في الحد الجنوبي.. مهمات غالية وهمم عالية


منذ أن انطلقت عاصفة الحزم في 26 مارس 2015م، ولا تزال معركة الصمود والتحدي مستمرة لإنقاذ اليمن الشقيق من النفق المظلم الذي أدخله فيه الانقلابيون الحوثيون المدعومون من إيران المتآمرة على المنطقة، وإلى بجانب عاصفة الحزم، فإن عملية إعادة الأمل كانت هي التي ساهمت في الجوانب الطبية، والغذائية والإيوائية، ولا تزال مستمرة حتى تحرير كل أراضي اليمن من ميليشيا الحوثي، إضافة إلى عملها في بناء جميع  المرافق وتجهيزها في المناطق المحررة التي شهدت دماراً وتفجيراً كبيراً من قبل هذه الميليشيات.

 

وفيما تخوض قوات التحالف معركتي «الحزم» و«الأمل» ضد الحوثيين في اليمن تقف قوات الحرس الوطني مع مختلف القوات العسكرية سداً منيعآً في جنوبي المملكة دفاعاً عن حدود الوطن منذ أن صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمشاركة قوات الحرس الوطني في هذا الشرف العظيم من أجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين، وردع من يحاول المساس بمقدرات بلاد الحرمين.

 

وعلى مدى أكثر من خمسة أعوام حقق جنودنا البواسل كثيراً من الإنجازات والانتصارات بفضل من الله ثم بجهود هؤلاء الجنود البواسل وما يتمتعون به من روح معنوية عالية، وما يقدمون من تضحيات شجاعة ومخلصة في ظل الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله.

 

هي ملاحم تاريخية من الصمود يسطرها جنودنا البواسل الذين يتصدون للفئة الباغية بعد أن تسلحوا بالإيمان بالله وعقدوا العزم على ردع كل من يريد العبث بحدود المملكة وتهديد أمنها وشعبها.

ولأن الحروب فيها المرابطة وفيها القتال وفيها النصر والانتصار وفيها أيضاً التضحيات وسقوط الشهداء، فقد نال عدد من رجال الحرس الوطني شرف الشهادة لأنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه واشترى المولى -عز وجل- منهم أنفسهم وأموالهم وربحوا الجنة، يقول الله تعالى: [إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}.

 

فما أعظمَه من بيعٍ، وما أعظمه من ربح، ولله در جنودنا البواسل في الجنوب الذين يرابطون ويجاهدون ويدفعون الشر والعدوان عن وطنهم وأمتهم، ما أشجعهم تركوا بيوتهم وأهليهم، وفارَقُوا أولادهم وأحباءهم واستجابوا لنداء الوطن، طاعة لربهم وولي أمرهم ومليكهم، خرجوا يذودون عن بلدهم ويطلُبون ما عند الله، من نصر أو شهادة، فلله درُّهم.

ما أشجعهم وما أقوى إيمانهم وقلوبهم؛ لأنهم يحبون وطنهم ويخلصون لقيادتهم ويدركون معاني البذل والعطاء دفاعاً عن مملكتهم بمعرفتهم قيمة النصر وفضل الشهادة في سبيل الله ومكانة الشهداء.

وتلهج ألسنة الجميع بالدعاء إلى الله لجنودنا المرابطين على الحدود الجنوبية لمملكتنا الغالية أن يثبت الله أقدامهم وينصرهم على عدوهم ويرد كيد المتآمرين على نحورهم.

وعاش وطننا الأشم مملكة السلام في أمن واستقرار وعاش شعب المملكة وكل من على أرضها في أمان واطمئنان تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -أيدهما الله.

​​