برئاسة خادم الحرمين الشريفين .. قمة قادة دول مجموعة العشرين بالرياض تختتم أعمالها بنجاح


تقرير خاص:

اختتم قادة دول مجموعة العشرين (G20) في السابع من ربيع الآخر 1442هـ الموافق 22 نوفمبر 2020م، أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة قادة دول مجموعة العشرين الافتراضية، التي عقدت يومي 21 و22 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله.

وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كلمة هذا نصها:

«أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة.

المشاركون الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أود أن أشكركم على مشاركتكم الفعالة خلال اليومين المنصرمين، فقد استطعنا أن نؤكد مجدداً روح التعاون التي طالما كانت الحجر الأساس لنجاحات مجموعة العشرينونحن الآن في حاجة إلى ذلك أكثر من أي وقت مضى؛ لمواجهة تبعات الجائحة وبناء مستقبل مزدهر لشعوب العالم أجمع.

لقد حققنا كثيراً هذا العام، وأوفينا التزامنا بالاستمرار في العمل سوياً كي نرتقي إلى مستوى التحديات الناجمة عن وباء فيروس كورونا بهدف حماية الأرواح، وسبل العيش وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطروقد تبنينا سياسات مهمة من شأنها تحقيق التعافي، وصولاً إلى اقتصاد قوي ومستدام وشامل ومتوازن، وتفعيل الجهود الرامية إلى جعل النظام التجاري العالمي صالحاً للجميع، وتهيئة الظروف لتحقيق التنمية المستدامة.

والأهم من ذلك أننا قد نجحنا في تقديم رسالة تبعث الاطمئنان والأمل في مواطنينا وجميع الشعوب حول العالم، من خلال بيان القادة الختامي لهذه القمة الذي أتشرف بإعلان تبني دول مجموعة العشرين له، وهو ما كان ينتظره العالم منا، وهذا الإنجاز اليوم يعد تكليلاً لجهودنا المشتركة خلال عام مملوء بالتحديات.

 

سيكون لجهودنا الجماعية والفردية دور حاسم في التغلب على التحدي العالمي القائم أمامنا حالياً، وبالنظر نحو المستقبل، فإننا سنعمل من خلال تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل الآفاق الجديدة، على إرساء الأسس لتحقيق الهدف العام لنا وهو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع.

ولمكانة المملكة الإقليمية والدولية ولموقعنا الفريد الذي يربط بين ثلاث قارات ويشكل حلقة وصل بين الأسواق الناشئة والمتقدمة، فإن المملكة تستمر في أداء دور رئيس في مجموعة العشرين لتحقيق التعاون العالمي، وإيجاد الحلول لأكثر التحديات العالمية إلحاحاً في القرن الحادي والعشرين، بالتعاون مع شركائنا في المجموعة وبقية الدول.

إن هذه هي المرة الأولى التي تشرفت فيها المملكة العربية السعودية بتولي رئاسة مجموعة العشرين، وإن كان عاماً مملوءاً بالتحديات الكبيرة، إلا أننا –وبدعمكم– قد تمكنا من الارتقاء إلى مستوى التحدي.

وأود هنا أن أعرب عن خالص امتناني لشركائنا في اللجنة الثلاثية (الترويكاإيطاليا واليابان، على مساعدتهم لنا على تحقيق برنامجنا هذا العام.

ويسرني الآن أن أنقل شرف تضييف رئاسة مجموعة العشرين ومسؤوليتها في عام 2021م إلى إيطاليا، متمنياً لها النجاح في ذلكونحن على أهبة الاستعداد لتقديم العون بأي شكل ممكن.

والآن أدعو دولة رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي لتقديم كلمته وتسلم رئاسة إيطاليا مجموعة العشرين..

 

تفضل دولة رئيس الوزراء».

عقب ذلك ألقى دولة رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي كلمة شكر في مستهلها خادم الحرمين الشريفين على رئاسة المملكة قمة مجموعة العشرين، وتوحيد جهود المجموعة، معلناً استعداد بلاده لتولي قمة المجموعة ومؤكدًا مواصلة النجاح الذي حققته المملكة العربية السعودية خلال رئاستها المجموعة.

ووصف تولى بلاده رئاسة المجموعة العام المقبل بالشاملة والفاعلة في تناول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه دول العالم تحقيقاً لأهداف المجموعة.

وقال: «نتطلع إلى مرحلة ما بعد الجائحة لبناء مستقبل شامل ومتعاف ومستدام وداعم للمجتمعات وأكثر عدلاً».

وبين أن مجموعة العمل ستركز في النظام الصحي التي ركائزها «الناس والطبيعة والازدهار» مؤكداً استمرار الدعم لتحقيق النمو الاقتصادي وتمكين المرأة، إلى جانب مواجهة التحديات والتخفيف من الآثار البيئية وتفعيل الأنظمة التجارية متعددة الاطراف طبقاً لأنظمة الشفافية».

وأضاف: «يجب علينا أن نعمل سويًا متحدين في مجتمع عالمي يعمل بروح التعاون، مستفيدين من تجربة مواجهة (Covid-19) خلال الأشهر الماضية التي أثبتت نجاحنا في مواجهة التحديات الدولية وأظهرت لنا وبوضوح أنه لا يمكن أن نعمل لوحدنا».

بعد ذلك أعلن خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- اختتام قمة الرياض لمجموعة العشرين.

وقال -حفظه الله:

«شكراً لك دولة رئيس الوزراءمع خالص تمنياتنا أن تحظى رئاستكم لمجموعة العشرين بالنجاح والتوفيق.

وأتقدم بالشكر الجزيل لجميع المشاركين في هذه القمة فقد كان للمملكة العربية السعودية الشرف في تولي رئاسة مجموعة العشرين خلال هذا العام الاستثنائي في تاريخ البشرية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أعلن الآن عن اختتام قمة الرياض لمجموعة العشرين».

كلمة الافتتاح

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- قد ألقى كلمة في مستهل القمة فيما يلي نصها:

«أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة، المشاركون الكرام..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يطيب لنا أن نرحب بكم في قمة الرياض، وهي القمة الثانية لهذا العام، ويؤسفنا أننا لم نحظ باستقبالكم في الرياض للظروف الصعبة التي نواجهها جميعاً هذا العاموإنه لمن دواعي سرورنا أن نراكم اليوم جميعاً ونشكركم على المشاركة.

لقد كان هذا العام عاماً استثنائياً، حيث شكلت جائحة كورونا المستجد صدمة غير مسبوقة طالت العالم أجمع خلال مدة وجيزة، كما أن هذه الجائحة قد سببت للعالم خسائر اقتصادية واجتماعية، وما زالت شعوبنا واقتصاداتنا تعاني هذه الصدمة إلا أننا سنبذل قصارى جهدنا لنتجاوز هذه الأزمة من خلال التعاون الدولي.

ولقد تعهدنا في قمتنا غير العادية في مارس الماضي بحشد الموارد العاجلة وساهمنا جميعاً في بداية الأزمة بما يزيد على واحدٍ وعشرين مليار دولار لدعم الجهود العالمية للتصدي لهذه الجائحة.

واتخذنا أيضاً تدابير استثنائية لدعم اقتصاداتنا من خلال ضخ ما يزيد على أحد عشر تريليون دولار لدعم الأفراد والشركات.

 

كما تمت توسعة شبكات الحماية الاجتماعية لحماية الفئات المعرضة لفقدان وظائفهم ومصادر دخلهموقدمنا الدعم الطارئ للدول الناميةويشمل ذلك مبادرة مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين للدول المنخفضة الدخل.

وبذلك، فإنه من واجبنا الارتقاء معاً إلى مستوى التحدي خلال هذه القمة ونطمئن شعوبنا ونبعث فيهم الأمل من خلال إقرار السياسات لمواجهة هذه الأزمة.

المشاركون الكرام..

إن هدفنا العام هو اغتنام فرص (القرن الحادي والعشرين للجميع). وعلى الرغم من أن جائحة كورونا قد دفعتنا إلى إعادة توجيه تركيزنا بشكل سريع للتصدي لآثارها، إلا أن المحاور الرئيسة التي وضعناها تحت هذا الهدف العام –وهي تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة– لا تزال أساسية لتجاوز هذا التحدي العالمي وتشكيل مستقبل أفضل لشعوبنا.

وعلينا في المستقبل القريب أن نعالج مواطن الضعف التي ظهرت في هذه الأزمة، مع العمل على حماية الأرواح وسبل العيش.

ونستبشر بالتقدم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفيروس كورونا، إلا أن علينا العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول إليها بشكل عادل وبتكلفة ميسورة لتوفيرها لكل الشعوبوعلينا في الوقت ذاته أن نتأهب بشكل أفضل للأوبئة المستقبلية.

وعلينا الاستمرار في دعم الاقتصاد العالمي، وإعادة فتح اقتصاداتنا وحدود دولنا لتسهيل حركة التجارة والأفراد.

 

ويتوجب علينا تقديم الدعم للدول النامية بشكل منسق، للحفاظ على التقدم التنموي المحرز على مر العقود الماضيةإضافة إلى ذلك، ولوضع اللبنات الأساسية للنمو بشكل قوي ومستدام وشامل.. فلا بد لنا من العمل على إتاحة الفرص للجميع وخصوصاً للمرأة والشباب لتعزيز دورهم في المجتمع وفي سوق العمل، من خلال التعليم والتدريب وإيجاد الوظائف ودعم رواد الأعمال وتعزيز الشمول المالي وسد الفجوات الرقمية بين الأفراد.

كما ينبغي علينا تهيئة الظروف لخلق اقتصاد أكثر استدامةولذلك عززنا مبدأ الاقتصاد الدائري للكربون نهجاً فعالاً لتحقيق أهدافنا المتعلقة بالتغير المناخي وضمان إيجاد أنظمة طاقة أنظف وأكثر استدامة وأيسر تكلفة.. وعلينا قيادة المجتمع الدولي في الحفاظ على البيئة وحمايتها.

وفي هذا السياق فإننا ندعو إلى مكافحة تدهور الأراضي والحفاظ على الشعب المرجانية والتنوع الحيوي ما يعطي مؤشراً قوياً على التزامنا الحفاظ على كوكب الأرض.

ولإدراكنا أن التجارة محرك أساسي لتعافي اقتصاداتنا، فقد أقررنا مبادرة الرياض بشأن مستقبل منظمة التجارة العالمية، بهدف جعل النظام التجاري المتعدد الأطراف أكثر قدرة على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

المشاركون الكرام:

لقد التقى قادة دول مجموعة العشرين أول مرة قبل اثني عشر عاماً استجابة للأزمة المالية، وكانت النتائج خير شاهد على أن مجموعة العشرين هي المنتدى الأبرز للتعاون الدولي وللتصدي للأزمات العالمية.

واليوم نعمل معاً مجدداً لمواجهة أزمة عالمية أخرى أكثر عمقاً، عصفت بالإنسان والاقتصاد.

وإنني على ثقة بأن جهودنا المشتركة خلال قمة الرياض ستؤدي إلى آثار مهمة وحاسمة وإقرار سياسات اقتصادية واجتماعية من شأنها إعادة الاطمئنان والأمل إلى شعوب العالم، وشكراً لكم».

 

سمو ولي العهد يلقي

البيان الختامي

وقد عبر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس قمة مجموعة العشرين لهذا العام 2020م، عن الشكر الجزيل لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة قادة دول المجموعة، ولكل من شارك وساهم في الاجتماعات من كل الدول وممثلي المنظمات الدولية ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني على امتداد عام رئاسة المملكة مجموعة العشرين.

وأكد سموه أن رئاسة المملكة مجموعة العشرين رسخت جهودها لبناء عالم أقوى وأكثر متانة واستدامة، ويتوازى ذلك مع ما تشهده المملكة من تحول اقتصادي واجتماعي كبير، مسترشدين فيه برؤية المملكة 2030.

وبين سمو ولي العهد أن المملكة ستواصل دعم الجهود الدولية المتعلقة بتوفير اللقاحات وعلاجات فيروس (Covid-19)للجميع بشكل عادل وبتكلفة ميسورة، بمجرد توافرها، وستعمل مع شركائها الدوليين والرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين في العام المقبل لتحقيق ذلك.

جاء ذلك في بيان رئاسة مجموعة العشرين الذي ألقاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عقب اختتام أعمال قمة مجموعة العشرين 2020م، وفيما يلي نصه:

«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية رئيس قمة مجموعة العشرين لهذا العام 2020م، أعبر عن الشكر الجزيل لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة قادة دول المجموعة ولكل من شارك وساهم في اجتماعاتنا من جميع الدول وممثلي المنظمات الدولية ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني على امتداد عام رئاسة المملكة مجموعة العشرين.

تشكل مجموعة العشرين -منذ تأسيسها- رابطاً جوهرياً بين دولنا. حيث أكدت أهمية دورها طوال هذه السنوات في التعامل مع القضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية والبيئية.

وفي ظل تفشي فيروس (كوفيد -19) وتبعاته المؤثرة صحياً واقتصادياً واجتماعياً، كان تعاوننا أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتعاملنا معاً مع هذا التحدي بجدية تستوجبها مسؤولية صون حياة الإنسان وحماية سبل العيش وتقليل الأضرار الناتجة عن هذه الجائحة، ورفع الجاهزية لمواجهة الأزمات المستقبلية -لا سمح الله.

إن هذه الجائحة لم تعترف بالحدود، فقد وصلت إلى جميع الدول وأثرت بشكل مباشر وغير مباشر في كل إنسان يعيش في هذا الكوكب ما استوجب تفعيلاً للدور المحوري الذي تؤديه مجموعة العشرين، ومن أجل ذلك اجتمع قادة المجموعة مرتين خلال رئاسة واحدة لمجموعة العشرين في سابقة هي الأولى منذ تأسيس المجموعة.

ولمواجهة هذا التهديد العالمي الذي تشهده البشرية جمعاء، بادرت دول المجموعة باتخاذ إجراءات غير مسبوقة وتدابير منسقة للتعامل مع الجائحة وتبعاتها.

نقف اليوم في نهاية عام استثنائي حظينا فيه بشرف ومسؤولية رئاسة المجموعة. هذا العام الذي وضعنا منذ بدايته هدفاً واحداً هو: «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع» متضمناً محاور تشمل تمكين الإنسان، وحماية كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة.

وقد تبنت المجموعة هذا العام أوليات عملنا معاً لتنفيذها، وعلى رأسها معالجة الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الجائحة، واتخاذ كل ما يلزم لحماية الأرواح وسبل العيش ومساندة الفئات الأكثر احتياجاً، ولتحقيق ذلك بادرت المجموعة باتخاذ ما يأتي:

أولاً: قدمنا -على الفور- الموارد اللازمة لمن هم في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا.

حيث تعهدت دول مجموعة العشرين في بداية الجائحة بأكثر من 21 مليار دولار أميركي لتلبية احتياجات التمويل الفورية، وتحديداً تطوير الأدوات التشخيصية واللقاحات والعلاجات الفعالة. وقد ساهمت المملكة بـ 500 مليون دولار لدعم هذه الجهود.

واتفقنا في مجموعة العشرين على ألا ندخر أي جهود لتهيئة الظروف للجميع للحصول على لقاحات وأدوات تشخيصية وعلاجات (Covid-19) بشكل عادل وميسور التكلفة. وما زلنا نعمل على ذلك.

ثانياً: اتخذنا تدابير استثنائية لدعم اقتصاداتنا وشعوبنا، وذلك كجزء من خطة عمل مجموعة العشرين هذا العام.

فقد قمنا بضخ ما يزيد على 11 تريليون دولار أميركي في الاقتصاد العالمي لدعم الشركات وحماية سبل العيش للأفراد، ويعد ذلك إسهامًا غير مسبوق من قبل مجموعة العشرين.

ووسعنا أيضاً شبكات الحماية الاجتماعية حماية لأولئك المعرضين لفقدان وظائفهم ومصادر دخلهم.

ثالثًا: قدمنا دعمًا طارئًا للبلدان الأكثر عرضة للخطر في العالم، التي تهدد الجائحة بإهدار عقود من التقدم التنموي المحرز فيها.

فمن خلال مبادرة تعليق خدمة الديون، وفرنا ما يزيد على 14 مليار دولار لتخفيف أعباء الديون على البلدان الأكثر عرضة للخطر، التي يزيد عدد سكانها على مليار شخص. كما مددنا هذه المبادرة وسنستمر في تقويم الأوضاع لمعرفة ما إذا كان هناك ما يستلزم التمديد مرة أخرى.

إضافة إلى ذلك، تم توفير أكثر من 300 مليار دولار من خلال بنوك التنمية، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تعمل مع مجموعة العشرين لمساعدة البلدان الناشئة والمنخفضة الدخل.

وبذلك فقد أظهرنا معًا أن قوتنا تكمن في وحدتنا. وهذا هو بالفعل الهدف الذي أنشئت من أجله مجموعة العشرين -لكي تجتمع دول العالم من القارات كافة من أجل مجابهة التحديات الملحة لهذا العصر واتخاذ حلول فعالة ومشتركة نحوها.

إننا ندرك جيداً أهمية تحقيق حماية أفضل من الجوائح في المستقبل، كما يتوجب علينا أخذ الدروس من هذه الأزمة، ولتحقيق ذلك فقد اقترحت رئاسة المملكة مجموعة العشرين مبادرة تساهم في «الوصول إلى أدوات التصدي للجوائح» وتسعى هذه المبادرة في تحقيق ثلاثة أهداف هي:

* تشجيع البحث والتطوير والتوزيع للأدوات التشخيصية والعلاجات واللقاحات لجميع الأمراض المعدية.

* تشجيع التمويل الدولي وتسهيله للتأهب للجوائح العالمية.

* الدعم وتدريب المختصين في الأوبئة بجميع أنحاء العالم.

إن هذه الأزمات تذكرنا بإنسانيتنا وتستنهض فينا المبادرة والعطاء، وعلى الرغم من الشدائد المفاجئة التي صاحبت هذه الجائحة عالمياً، إلا أننا لم نتوقف عن العمل على محاور جدول أعمال رئاسة المملكة والمتمثلة في: تمكين الإنسان، وحماية كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة.

حيث أصبحت هذه المحاور الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى للتغلب على هذه الأزمة العالمية، وبناء تعاف شامل ومستدام، وتشكيل عالم أفضل للجميع.

وقد رسخت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين جهودها لبناء عالم أقوى وأكثر متانة واستدامة. ويتوازى ذلك مع ما تشهده المملكة من تحول اقتصادي واجتماعي كبير، مسترشدين فيه برؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى ضمان تمكّن جميع مواطنينا -وخصوصاً النساء والشباب- من اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين.

وفي إطار رئاسة المملكة العربية السعودية، فقد اتفق أعضاء مجموعة العشرين على عدد من المبادرات الحيوية التي من شأنها إرساء الأسس للتعافي العالمي، التي آمل أن يستمر أثرها لعقود مقبلة.

فقد أطلقنا مبادرة الرياض بشأن مستقبل منظمة التجارة العالمية لتقديم الدعم اللازم لإصلاح منظمة التجارة العالمية -تحت مظلتها.

– واصلنا جهودنا لتمكين النساء والشباب من خلال توفير التعليم النوعي والشمول المالي.

– أولت رئاسة المملكة أهمية كبيرة لحماية كوكب الأرض. إذ اتفقنا في المجموعة على نهج الاقتصاد الدائري للكربون لتحسين إدارة انبعاثات الكربون في جميع قطاعات الاقتصاد وضمان الوصول إلى طاقة أنظف وأكثر استدامة وأيسر تكلفة.

– أطلقنا مبادرة مجموعة العشرين للحد من تدهور الأراضي والحفاظ على الشُعب المرجانية، لحماية النظم البيئية الأساسية والتنوع البيولوجي لكوكبنا، على الأرض وفي محيطاتنا.

‏- كثفنا جهودنا الجماعية لضمان توافر المياه العذبة المدارة بأمان لكل شخص على وجه الأرض، مع مواجهة التحدي الرئيس المتمثل في ضمان الأمن الغذائي للجميع في وقت يتزايد فيه الطلب والضغوط البيئية.

لقد كان تحدياً استثنائياً وفي الوقت نفسه شرفًا حقيقيًا لنا أن نتولى رئاسة مجموعة العشرين خلال هذا العام الصعب. وكنا نأمل بأن تنعقد هذه القمة حضورياً، في العاصمة الرياض التي تروي قصة وطن يعتز بتاريخه الطويل وبإنسانه الأصيل وبمستقبله المزدهر.

ونختتم هذه القمة ونحن مصممون على اتخاذ التدابير ومواصلة العمل المشترك حتى نتغلب على الجائحة، ونبعث الأمل والطمأنينة في دولنا والعالم أجمع. ونحن فخورون بما أنجزناه هذا العام، ونعلم أنه ما زال أمامنا كثير للقيام به.

إن المملكة العربية السعودية ستواصل دعم الجهود الدولية المتعلقة بتوفير اللقاحات وعلاجات فيروس (Covid-19) للجميع بشكل عادل وبتكلفة ميسورة، بمجرد توافرها. وأعلم أن هناك كثير ممن يشاركونا هذا الالتزام. وسنعمل مع شركائنا الدوليين والرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين في العام المقبل لتحقيق ذلك.

كما ستواصل المملكة تلبية النداء العالمي للتصدي لتحديات القرن الحادي والعشرين، جنبًا إلى جنب مع أعضاء مجموعة العشرين، نتمنى التوفيق لإيطاليا في العام المقبل.

شكراً لكم.

 
 
 
 

وشاهد الأمير عبدالله بن بندر والحضور عرضًا مرئيًّا تعريفيًّا عن صرح الجامعة، وأعداد الخريجين لهذه الدفعة البالغة 794 طالبًا. بعد ذلك ألقى مدير الجامعة الدكتور بندر القناوي كلمة بهذه المناسبة، ثمَّن فيها رعاية وزير الحرس الوطني التي تأتي دعمًا لمسيرة الجامعة الأكاديمية والعلمية والبحثية، ودافعًا للاستمرار في تحقيق النجاحات.

وأضاف بأن مشاركة وزير الحرس الوطني الخريجين فرحة النجاح والتخرج تؤكد حرصه على دعم وتشجيع الطلاب؛ لما بذلوه من جهد في التحصيل الأكاديمي والعلمي والتدريب الإكلينيكي، ومشاركتهم أيضًا فرحة التطلع إلى خدمة الوطن والمواطن بثقة وتفانٍ وإخلاص.

وأكد أن خريجي الجامعة اكتسبوا مهارات، سيسهمون بها في دعم وتطوير النظام الصحي في السعودية، وتطوير خدمة الرعاية الصحية، كما استفادوا من البيئة الإكلينيكية في تطوير أدائهم وإمكاناتهم على أكمل وجه.