بقلم: الفديع بن مسفر بن سعيدان
اللغة العربية لها مكانتها العالية، ومنزلتها الرفيعة، فهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، قال الله تعالى: {إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وهي لغة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام، وتحدث بها العلماء والخطباء، وتغنى بها الشعراء والأدباء.
وقد قال حافظ ابراهيم على لسان اللغة العربية في قصيدة طويلة منها:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
وقد حرصت المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- على الاعتناء والاهتمام باللغة العربية، فقدمت المملكة جهوداً عظيمة في خدمة اللغة العربية داخلياً وخارجياً، من خلال الخدمات التي تقدمها الجامعات السعودية، والمؤسسات الحكومية والأهلية تعليماً ونشراً.
كما أنشأت المملكة ;كثيراً من الأكاديميات والمعاهد والمراكز، التي تعنى باللغة العربية وآدابها، في أنحاء العالم ومن ثم العناية بتعليم لغة القرآن الكريم للناطقين بغيرها.
وجاء إنشاء «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية» إنجازاً تاريخياً ثقافياً، يؤكد ريادة المملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية، ويعزز جهودها المستمرة في هذا الجانب، حيث سيسهم هذا المجمع في إثراء المحتوى العربي في مختلف المجالات، كما يسهم في ترسيخ مكانة اللغة العربية إقليمياً وعالمياً، وأيضاً في تعريب المصطلحات الأجنبية، والرموز المستحدثة، وهذه إشارات إلى جهود المملكة في خدمة اللغة العربية التي كانت متمثلة بشكل عظيم في طباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة وتوزيعه في مختلف أنحاء العالم.