بلادنا‭ ‬تواصل‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والريادة‭ ‬العالمية

​تقرير يرصد أبرز الإنجازات الوطنية خلال العام الماضي

الحرس ـ الفديع بن سعيدان، الملازم الأول عبدالعزيز العواجي

في ذاكرة الشعوب تخلد أسماء تجعل المرء يقف احتراماً وتقديراً لأدوارها المفصلية في كتابة التاريخ، فكيف إذا كان قائد له بالغ الأثر في مسيرة أمة بكاملها؟

ذلك ما فعله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ الذي يعود له الفضل في تأسيس المملكة العربية السعودية في أصعب الظروف، وبناء دولة قوية كسبت احترام العالم وتعلقت بها قلوب المسلمين في أرجاء المعمورة، وأخذت على عاتقها حماية حمى الدين والذود عن المقدسات، وبات يوم 23 سبتمبر (أيلولمن كل عام مناسبة لذكرى اليوم الوطني لتأسيس المملكة العربية السعودية.

وسار أبناؤه الملوك الميامين على نهجه، وتغلبوا على كل التحديات وتابعوا النهوض بالمملكة العربية السعودية في شتى المجالات، لنصل إلى هذا العهد الزاهر الذي ننعم فيه بالخير والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله.

وفي مناسبة الذكرى الثانية والتسعين لليوم الوطني السعودي، تستعرض «الحرس» ما تحقق من إنجازات كبيرة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والرياضية خلال العام الماضي، حيث واصلت المملكة تنفيذ المبادرات والإصلاحات والتنمية في مختلف المجالات لتحقيق أهداف رؤية 2030، ما أدى إلى تبوء المملكة مكانة متقدمة بين دول العالم، ومن ذلك المرتبة الأولى عالمياً في مجال النمو الاقتصادي بحسب تقرير صندوق النقد الدولي، كما تابعت الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة، ورفع مستوى شفافية وكفاءة وجودة الإنفاق الحكومي؛ لتعزيز معدلات النمو والتنمية، وتطوير البيئة التعليمية والمرافق والخدمات.

 

وفي 23 أكتوبر 2021، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء ـ حفظه الله ـ في الرياض، النسخة الأولى من المنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء، الذي يعنى بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، ومتابعة أثر المبادرات التي أُعلِنَ عنها سابقاً.

وأعلن سمو ولي العهد في كلمته الافتتاحية للمنتدى عن إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة؛ لتكون خريطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغيُّر المناخي والإسهام في تحقيق المستهدفات الطموحة لمبادرة السعودية الخضراء.

وأشار سموه إلى إطلاق المملكة مبادرات في مجال الطاقة من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار (278) مليون طن سنوياً بحلول عام 2030.
وأكد سموه بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من (450) مليون شجرة، وإعادة تأهيل (8) ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراضي محمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من (20%) من إجمالي مساحتها.
كما أعلن سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ عن استهداف المملكة الوصول للحياد الصفري عام 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية.
وأضاف سموه أن هذه الحزمة الأولى من المبادرات تمثل استثمارات بقيمة تزيد عن (700) مليار ريال، ما يسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر، وخلق فرص عمل نوعية، وتوفير فرص استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وفق رؤية المملكة 2030.
وفي هذا الإطار نظمت المملكة المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير في 29 مايو 2022.

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر

وبعد يومين من تلك المناسبة في 25 أكتوبر 2021 افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بالعاصمة الرياض، أعمال قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، بمشاركة دولية واسعة من رؤساء وقادة الدول وصناع القرار في العالم، لرسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها.

وشدد سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ في كلمة ألقاها بهذه المناسبة على أهمية تنسيق الجهود تجاه حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، ووضع خريطة طريق لتقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من (10%) من الإسهامات العالمية، وزراعة (50) مليار شجرة في المنطقة وفق برنامج يعد أكبر برامج لزراعة الأشجار في العالم، ويسهم في تحقيق نسبة (5%) من المستهدف العالمي للتشجير.

وأكدت المملكة أنها ستعمل على إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف، وتأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، وإنشاء برنامج إقليمي لاستمطار السحب. وسيكون لهذه المراكز والبرامج دور كبير في تهيئة البنية التحتية اللازمة لحماية البيئة وتخفيض الانبعاثات ورفع مستوى التنسيق الإقليمي.
وامتداداً لدور المملكة الريادي في تنمية أسواق الطاقة، أكدت أنها ستعمل على تأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية تسهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من (750) مليون شخص بالعالم. ويبلغ إجمالي الاستثمار في هاتين المبادرتين ما يقارب (39) مليار ريال، وستسهم المملكة في تمويل قرابة (15%) منها.

 

إنجازات سياسية

واصلت المملكة العربية السعودية دورها السياسي الريادي على الساحة الدولية، وعملت على تعزيز آفاق التعاون مع دول العالم في مختلف المجالات:

قمة جدة للأمن والتنمية

وبدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، عقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، والولايات المتحدة الأمريكية، «قمة جدة للأمن والتنمية» في 16 يوليو 2022، التي ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ـ حفظه الله ـ حيث أشار سموه في كلمته التي ألقاها في افتتاح القمة إلى أن هذا الاجتماع يأتي في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة والعالم تحديات مصيرية كبرى تستدعي مواجهتها تكثيف التعاون المشترك في إطار ميثاق الأمم المتحدة، آملاً سموه أن تؤسس القمة لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكات الاستراتيجية بين الدول المشاركة في القمة والولايات المتحدة الأمريكية، لخدمة المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.

وتضمّن البيان الختامي لـ»قمة جدة للأمن والتنمية» ترحيب القادة بتأكيد الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن شركاء الولايات المتحدة.

 

وأوضح القادة رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة والسلامة الإقليمية.

وشددت القمة على أهمية التعاون الوثيق والرؤى المشتركة حيال عدد من القضايا والأوضاع في المنطقة، ومنها تأكيد موقف دول المجلس من دعم حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإدانة هجمات الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والأعيان ومنشآت الطاقة، والترحيب بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ودعم الحل التفاوضي بين الحكومة اليمنية والحوثي، والترحيب بالهدنة وتمديدها، وأهمية الالتزام باستمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، ودعوة إيران إلى العودة لالتزاماتها النووية، والتعاون الكامل مع وكالة الطاقة الذرية، واحترام قواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وكذلك دعم العراق وأمنه واستقراره ورفاهه، ودعم الحلول السياسية لأزمات المنطقة كافة، وفقًا لقرارات ومبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة، وأهمية استقرار لبنان واستقلال قراره السياسي، ودعم أمن واستقرار أفغانستان وعدم تحولها إلى ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وفي ما يخص الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، تأتي القمة تأكيداً على الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ودعم جهود الوساطة، وتشجيع حل الأزمة سياسيًا من خلال المفاوضات، ودعم تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ودعم جهود ضمان توفر إمدادات الغذاء والطاقة.