يمثل الوطن قيمة عالية، ومعنى عظيماً، فهو منبع الهوية ورمزها، ومبعث الفخر والاعتزاز ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، انتماءً وحباً وولاءً تتوارثه الأجيال. وقد اختص الله ــ جل وعلا ــ بلادنا وشرفها بأن جعلها مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين في كل بقاع المعمورة، وهي موطن الأمجاد والبطولات والرجال الأفذاذ، ومنها أشرقت رسالة الحضارة والتنوير، وانبثقت مبادئ القيم الإنسانية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.
ونحن عندما نعيش ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية، فإننا نستلهم هذه المكانة العظيمة، والمنزلة الرفيعة السامية، ونستحضر الحدث والتحول التاريخي في رحلة الكفاح والبناء التي خاضها مؤسس هذه البلاد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه – منذ انطلاقة مسيرة التوحيد المباركة، التي حمل رايتها من بعده أبناؤه القادة الميامين، الذين عملوا بإخلاص على إرساء ثوابت الوطن وتعزيز منطلقاته، لمواكبة العالم الحديث، وإطلاق نهضة تنموية شاملة ونقلات كبيرة متتالية، جعلت المملكة تتبوأ موقعها الريادي بين دول العالم، كياناً سياسياً مؤثراً على كافة الأصعدة، ولعل إعلان الاقتصاد السعودي الأعلى نمواً بالعالم في 2022 حسب تقرير صندوق النقد الدولي يعطي دلالة واضحة على هذه المكانة وهذا التأثير.