في ذكرى اليوم الوطني تختلط مشاعر حب الأرض والانتماء إلى الوطن والكيان بمشاعر الفخر والاعتزاز؛ للمنجزات الوطنية والمكانة الدولية التي تبوأتها المملكة، والثقل السياسي والاقتصادي والثقافي المؤثر، الذي مارسته -باحترافية- في صنع القرار العالمي خلال مدة زمنية قصيرة لم تتجاوز من السنين إلا (تسعين عاماً).
فعندما انطلق المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- فارساً وبطلاً عربياً، ليخلص الوطن من قيد الغزاة والخونة، ويستعيد ملك آبائه وأجداده، وجد نفسه أمام شتات مترامي الأطراف، متناحراً، تتنازعه الأطماع، مفتقداً الأمن والاستقرار، يتناوشه ثالوث الجوع والفقر والجهل.
وبما أن الملك عبدالعزيز كان شاباً قوياً طموحاً، يحمل بين جوانحه الفتية نفساً وثابة بطموحات لا حدود لها، فهو إذاً قادر على مواجهة الصعاب بقوة وعزيمة وإصرار على النجاح، ومصمم على تخطي حاجز بعد آخر وصولاً إلى هدفه العظيم وهو توحيد أشتات بلاد مترامية الأطراف (المملكة العربية السعودية) وإطلاق نهضة تنموية حضارية مدهشة تليق بهذه الأمة العظيمة.
ونحن إذ نحتفل بهذه الذكرى الغالية، فها هي ذي المملكة اليوم تثبت مكانتها العالمية -بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بوقوفها شامخة على رأس قائمة مجموعة العشرين، المعنية بنقاش القضايا الأساسية في الاقتصاد العالمي، وبرئاستها قمة قادة مجموعة العشرين 2020.
وهي في الوقت ذاته تنجح -وبكل اقتدار مع استجابة عالمية منسّقة- في كبح جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19) بمواجهة آثارها بشرياً وأخلاقياً واقتصادياً. فدمت يا وطني من قمة إلى قمة بكل همة..