الحرس ـ سطام الحقباني
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة التنفيذية لمؤسسة هيفولوشن الخيرية يوم الأربعاء ١٥/٥/١٤٤٥هــ أعمال النسخة الأولى من القمة العالمية لإطالة العمر الصحي بالرياض تحت شعار «معًا نزدهر»، والتي نظمتها مؤسسة هيفولوشن الخيرية، وشهدت على مدى يومين حضور أكثر من (2000) شخصية مشاركة، استفادت من (40) جلسة علمية نوعية، قدمها (120) متحدثاً وخبيراً في مجال إطالة العمر الصحي وعلم الشيخوخة.
واستهدفت القمة في نسختها الأولى دعم الرؤى البنّاءة والمبادرات الدولية الهامة التي مثّلت المحور الرئيس في جلساتها العلمية النوعية التي بحثت صياغة المستقبل العلمي والبحثي لهذا المجال وتعزيز الحوارات والنقاشات المحفزة لانطلاق مسارات جديدة وشراكات استراتيجية واعدة تمكّن من إحداث تغيير جذري وتحوّل ملموس في مستقبل العمر الصحي .
![](/MinistryNews/PublishingImages/saad2.jpg)
100مليون دولار
وألقى الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن الخيرية الدكتور محمد خان، كلمة في افتتاح أعمال القمة، أكد فيها أن «القمة العالمية لإطالة العمر الصحي جاءت لتقدم حلولاً مغايرة لتحديات الشيخوخة، وإحداث تحوّل جذري ملموس في هذا المجال»، وأعلن في كلمته عن تمويلات بنحو (100) مليون دولار أمريكي (375 مليون ريال)، ما يرفع التزامات المؤسسة المالية الحالية، في هذا القطاع، إلى نحو (250) مليون دولار (937.50 مليون ريال).
جائزة تنافسية
كما أعلن الدكتور خان، والدكتور بيتر ديامانديس، المؤسس والمدير التنفيذي لـ «إكس برايز»، عن إطلاق جائزة «إكس برايز لإطالة العمر الصحي»، الأكبر من نوعها في العالم، حيث ستكون «هيفولوشن” أكبر ممول منفرد لـلجائزة بقيمة (40) مليون دولار (150 مليون ريال). وتهدف هذه المبادرة إلى تطوير العلاجات المتقدمة التي تدعم الشيخوخة الصحية، وستتنافس فيها مجموعة من الفرق من جميع الدول على مدى سبعة أعوام.
حقبة أكثر تأثيراً
وقالت صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد آل سعود، نائبة الرئيس للاستراتيجيات والتطوير في مؤسسة هيفولوشن للاستراتيجية التنظيمية والتطوير: «القمة شكلت منصة عالمية، نجحت في بناء شراكات قوية وقنوات تواصل جديدة بين الرائدين في مجال إطالة العمر الصحي للإنسان، وهي في ذات الصدد تقود إلى كتابة حقبة جديدة في القطاع تتمثل في رسم مستقبل عالمي أكثر تأثيراً، وستترجم بخطوات عملية مبتكرة تحفّز روّاد المجال والعقول النيرة على إيجاد أفضل الحلول لمواجهة تحديات الشيخوخة غير الصحية».
شراكات استراتيجية
أطلقت هيفولوشن في قمتها الأولى شراكة عالمية مبتكرة بتمويل أساسي بقيمة (10) ملايين دولار (37.5 مليون ريال) بهدف تقديم التوجيه والتمويل لنحو (12) شركة رائدة، كما وقعت عقد شراكة بقيمة (21) مليون دولار أمريكي (79 مليون ريال سعودي) لشراكة جديدة متعددة السنوات مع معهد «باك» لأبحاث الشيخوخة، بهدف تسريع الاكتشافات المتعلقة بالتدخلات العلاجية الخاصة بالشيخوخة، وقدمت تمويلاً بقيمة (16) مليون دولار أمريكي (60 مليون ريال سعودي) بالتعاون مع الاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة لتوسيع برنامج «الباحث الجديد في مجال بيولوجيا التقدّم بالسّن وعلم الشيخوخة المُقدّمة»، بهدف دعم الباحثين الموهوبين في بداية مسيرتهم المهنية، وكذلك تم الإعلان عن تمويل آخر بقيمة (5) ملايين دولار أمريكي (18 مليون ريال سعودي)، لدعم الباحثين الموهوبين في مجال علم الشيخوخة في المملكة ودول الخليج العربي.
![](/MinistryNews/PublishingImages/saad3.jpg)
مشاركات واسعة
شاركت في القمة الأولى لهيفولوشن جهات عديدة تمثّل ارتباطًا وثيقًا في مجالها، مثل وزارة الصحة، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومعهد ميلكن، وجامعة سنغافورة الوطنية، و»ريكيت”، إضافة إلى مديرين تنفيذيين في قطاع الأدوية، ومتخصصين في علم الشيخوخة، ورواد فضاء سابقين وخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، وأكاديميين، وقادة أعمال، ومؤسسات عالمية رائدة منها: «فايف أي أم فنشرز”، و»إيلي ليلي»، «جي أس كي»، وجامعة هارفارد، و»لايفيرا”، و»مايو كلينك».
منطلقات إنسانية
تضطلع القمة بدور هام ورئيس في مجال الشيخوخة ومواجهة تحدياتها على كافة المستويات، وتبحث في منظورها الدقيق الأساليب العلمية والصحية التي تسهم في إطالة عمر الإنسان بصحة ترتقي لأن تكون دافعة للحياة بشكل أكثر حيوية وقوة، يتمثل ذلك فيما يشهده العالم من تحول سكاني سريع، إذ تشير التوقعات إلى أن عدد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن (60) عاماً سيتضاعف إلى (2) مليار شخص بحلول العام 2050، كذلك، سيعيش ثلثا الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن (60) عاما في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وذلك ما يدفع بمزيد من الجهود العالمية لتطوير الأبحاث والعلاجات التي تسهم في خلق واقع أكثر إنسانيًا للمجتمعات كافة.
باحثون ومنح
في وقت لاحق قدمت هيفولوشن منح بحثية كمبادرة استراتيجية هدفت إلى توفير الدعم للباحثين السعوديين الموهوبين في مجال علم الشيخوخة، للإسهام في تطوير مهاراتهم على نحو يحدث أثراً اجتماعيًا واقتصاديًا، حيث فاز (4) من باحثي جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) من بين (120) باحث سعودي، ويمثل الجامعة في المنح البحثية كل من الدكتورة مروة الدريويش، التي سيتناول بحثها عنوان «نحو بحث مستدام حول مايكروبيوم الأمعاء والشيخوخة في المملكة العربية السعودية”، والدكتور تليلي برهومي، ويتناول بحثه “دور الخلايا التائية التنظيمية في شيخوخة الخلايا والأعضاء، ونظام الرينين المضاد والشيخوخة لدى الفئران المسنة”، أما من جهة مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية ففاز كل من الدكتورة منال العامري، التي ستبحث بموضوع «تحليل العناصر الوراثية للشيخوخة الصحية في المملكة العربية السعودية”، و الدكتور عبدالعزيز الدايل، الذي ينطلق بحثه حول “الشيخوخة وتقنية النانو: من أجل فهم أفضل لتفاعل جسيمات النانو مع خلايا الشيخوخة”.
![](/MinistryNews/PublishingImages/saad4.jpg)
لماذا الدعم؟
تطمح المملكة العربية السعودية في رؤيتها المستقبلية وخططها الصحية والاجتماعية إلى وصول أعمار مواطنيها حتى سن (80) عاماً وهم يتمتعون بصحة جسدية وفكرية جيدة، كما قال معالي وزير الصحة في ملتقى الصحة العالمي الذي أقيم شهر أكتوبر2023 في الرياض، حيث يأتي ذلك من منطلقات إنسانية بحتة، ثم لما تحظى به مؤسساتنا الصحية الحكومية من توافر عدد كبير من المتخصصين في طب الشيخوخة يعتنون بكبار السن حسبما أفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن الخيرية، والذي أردف أنه لا يوجد متخصصون فعلياً في إبطاء أو منع عملية الشيخوخة في السعودية في الوقت الراهن رغم تواجد عدد كبير من الطواقم التي ترعى كبار السن، مؤكدًا أن هيفولوشن تهدف إلى مساعدة وتدريب الجيل الأول من العلماء والأطباء السعوديين في هذا التخصص، كما ويأتي دعم السعودية لهذا المجال لتغيير الواقع الصحي والتوعوي للإنسان السعودي من مفهوم المرض، إلى مفهوم الصحة، عبر دعم برامج التوعية الصحية لتكون التدخلات العلاجية في نسبة أقل للأعمار المتوسطة عما تشكله الآن، والإسهام في إبراز السلوكيات الصحية الإيجابية لتحقيق الأثر الصحي المقصود على المجتمع.
الشيخوخة مرض
تسعى البلدان بمختلف قطاعاتها الداعمة لمجال الشيخوخة، سواء كانت جامعات رصينة، أو مراكز بحث عملاقة، أو مختبرات إكلينيكة متطورة، أو حتى علماء الوراثة والجينات إلى قراءة المشهد العام نحو هذا العلم، والدخول في أغواره العميقة للكشف عن سبب حدوث الشيخوخة، بهدف تقييم الحالة الحيوية للجسم بكافة أجزائه، حيث تبحث تلك الجهات العلمية السبب الجذري لحدوث الشيخوخة بصفتها مرض كأي مرض آخر، وتبتكر حلولًا تجريبية لإبطاء الشيخوخة على كافة أجزاء جسم الإنسان، وهذا ما تعمل عليه هيفولوشن الآن.